إخوان الجزائر: عائلة الرئيس بوتفليقة تخشى على سلامتها إذا “فقدت السلطة”

سربت وثيقة داخلية موجهة لأعضاء مجلس شورى حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر) بخصوص اللقاءات التي جمعت رئيس الحركة عبد الرزاق مقري مع السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس بشأن مبادرة ندوة التوافق والتي كانت ستفضي، حسبه، إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية.

ونشرت صحيفة “الخبر” (خاصة) تفاصيل الوثيقة الداخلية للحركة والتي قدم فيها مقري تفاصيل حول لقاءاته مع السعيد بوتفليقة، مؤكدا أن المبادرة التي أطلقها بخصوص تنظيم التوافق الوطني قوبلت بتفاعل إيجابي على مستوى السلطة، سواء تعلق الأمر بالرئاسة أو الجيش، موضحا أنه على هذا الأساس عقد عدة لقاءات مع شقيق الرئيس بوتفليقة، وأن ذلك تم في مقر إقامة الرئيس بسيدي فرج غربي العاصمة.

وكان مقري قد قال إن شقيق بوتفليقة اعترف له بصعوبة تحقيق توافق بين الطامحين لخلافة الرئيس، وإن الحل، حسب الرئاسة، هو الذهاب إلى تعديل الدستور من أجل تمديد الولاية الرئاسية سنتين إضافيتين، وإن الفكرة كانت متداولة بين دوائر في السلطة.

وأشار زعيم “إخوان الجزائر” إلى أن السيناريوهات المتداولة داخل السلطة جعلته يقوم بتكييف خطة مبادرة التوافق الوطني، وأن الحركة وضعت استراتيجية لإفشال مشروع الولاية الخامسة، وأنه شعر بأن عائلة الرئيس “متحرجة منها كثيرا بسبب التدهور الكبير لوضعه الصحي، وأيضا لأنها غير متحمسة لتنظيم انتخابات رئاسية بالطرق التقليدية، أي دون نزاهة أو توافق ودون تطبيق إصلاحات اقتصادية وسياسية عميقة.

وأوضح مقري أن مقترح تأجيل الانتخابات الرئاسية جرت مناقشته في عدة لقاءات تمت في رئاسة الجمهورية، وتوّجت بتقديم ورقة تتضمن اتفاق مؤسسات الدولة على التأجيل، مع موافقة السلطة على الدخول في حوار مع جميع الأطراف السياسية، وخاصة علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات، والاتفاق على الإصلاحات والجدول الزمني والتأجيل، وعقد ندوة وطنية، على أن يتم تعديل جزئي للدستور بواسطة غرفتي البرلمان لتأجيل الانتخابات لسنة واحدة، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، وتعديل قانون الانتخابات لإنشاء هيئة مستقلة مهمتها تنظيم الانتخابات.

وذكر أن الرئاسة قبلت من الناحية المبدئية تنفيذ هذا الاتفاق، لكن الحركة اشترطت الحصول على موافقة كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش، وأنه اشترط أن يحصل على الموافقة من طرف قائد أركان الجيش، وأن يتم ذلك مباشرة في لقاء مع قائد أركان الجيش، وهو ما تم على حد قوله.

وبرر مقري دفاعه عن فكرة تأجيل الانتخابات الرئاسية، بأنها الطريق الوحيد لإنهاء حكم بوتفليقة، وليكون ذلك في إطار سلس ودون أي مساس بالاستقرار، ولأنه الخيار الأقل سوءا، لإبعاد سيناريوهات خطيرة، مشيرا إلى أن الرئاسة تفاعلت إيجابيا مع مقترح التأجيل، لأنه يمنحها منفذا، في ظل اقتناعها بصعوبة قبول الرأي العام المحلي والدولي للولاية الخامسة، وتدهور الوضع الصحي للرئيس مقارنة بما كان عليه في 2014، وعدم قدرته على تحمل أعباء الحكم في ظل معارضة ستكون أكثر شراسة وأوضاع اجتماعية غير مساعدة.

وشدد عبد الرزاق مقري على أن عائلة الرئيس تخشى على سلامتها مما يمكن أن يسببه الانتقال المباغت للسلطة لجهة أخرى، وأن بوتفليقة غير مستعد لأن تنتقل صلاحيات رئاسية ضخمة منحها لنفسه أثناء قوته لشخص آخر، وأنه يرفض ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *