الشرطة الأسترالية: شكلنا طاقما من 30 محققا لفك لغز مقتل الفتاة الفلسطينية

أعلنت الشرطة الأسترالية عن اعتقال مشتبه به بقتل طالبة فلسطينية في جامعة ملبورن، عثر على جثتها قريبا من محطة قطار.

وتشتبه الشرطة بقتل طالبة من بلدة باقة الغربية داخل أراضي 48 تدعى آية سعيد مصاروة (22 عاما)، خلال تواجدها في أستراليا بهدف التعليم.

وبحسب مصادر مقربة من عائلتها فإنّ مصاروة تسكن مع والدها رجل الأعمال سعيد محمد غازي مصاروة في الصين، وحصلت على منحة دراسية لمدة سنة في أستراليا من خلال برنامج تبادل طلابي لتعود بعدها للصين.

وأوضحت الشرطة الأسترالية، أنها تحقق فيما إذا تعرضت لحادثة أو للاعتداء، مرجحة أنها قتلت بعد اعتداء جنسي عليها، وقالت إنها تدعو كل من مر في المكان أو سافر في القطار من تلك المحطة من ملبورن لبندورا، أو من لديه كاميرا تصوير داخل مركبته أو كاميرات حراسة أن يجري اتصالا معها.

وأفادت الشرطة الأسترالية أن أحد المارة لاحظ جثة الطالبة الفلسطينية وأبلغها بذلك عند الساعة السابعة صباحا.

كما نشرت الشرطة الأسترالية صورا لقميص وقبعة عثر عليهما في مسرح الجريمة، وعلى ما يبدو فإنها تعود للقاتل، مطالبة الجمهور بالمساعدة في فكّ لغز الجريمة والتبليغ عن تفاصيلها في حال كان هناك شهود عيان.

كما تعتقد الشرطة أن الشابة آية مصاروة تعرضت للسرقة أيضا قبل مقتلها، وأن المرحومة كانت تتحدث مع شقيقتها لحظة وقوع الجريمة، حيث سقط الهاتف خلال ذلك أرضا بحيث سمعت شقيقتها للحظات قبل أن تنقطع المكالمة.

وأضافت الشرطة أن الشقيقة لم تتمكن من التواصل مع المرحومة فقامت بإبلاغ الشرطة التي شكلت طاقما مكّونا من 30 محققا.

وقالت الشرطة أيضا: “من المؤكد أن هناك من رأى شخصا يرتدي هذه الملابس، نحن نؤمن أنه من الواجب الإنساني أن يبلغنا كل من رأى المجرم، هنالك عائلة تعيش مصابا جللا اضطرت للقدوم من الطرف الآخر للعالم في هذه الظروف الصعبة ونحن نريد أن نعطيهم الأجوبة”.

وقال عبد كتانة، خال الضحية: “شقيقة آية الثانية كانت تتحدث مع آية، وخلال حديثها معها فقدت الاتصال بها وشعرت بأن هاتفها قد وقع، عندها عادت واتصلت بها لكن دون جدوى… شقيقة أخرى شاهدت الخبر في أحد المواقع وعلمت بأن الحديث يدور عن شقيقتها”.

وقال عم المرحومة الذي يعيش في أمريكا في حديث لصحيفة محلية أسترالية إن “أقرباءه في البلاد اتصلوا ليخبروه بما حدث”، وأضاف: “لا أستطيع أن أصدق أن شيئا كهذا قد حدث في أستراليا وأن العيش لم يعد آمنا هناك؟ في ملبورن؟ إنها ليست آمنة؟ كنا نعتقد أن أمريكا خطرة، وليس أستراليا”.

وخلص للقول باكيا إنها “فتاة إيجابية، تحب الحياة وودودة للغاية، شغوفة بالعلم والمعرفة كنت فخورا بها”.

وذُكر في باقة الغربية أن ضحية الجريمة كانت طالبة فرع الإعلام في مدرسة القاسمي الأهلية- باقة الغربية في المرحلة الثانوية، وأنتجت الفرع فيلما وثائقيا ما بين باقة الغربية والصين تحت عنوان “جسر إلى الصين”، كانت بطلته الطالبة آية مصاروة.

وروى الفيلم الوثائقي تفاصيل الطالبة وحياتها وسفرها بين باقة الغربية والصين، علما أن والدها سافر قبل سنوات إلى الصين للعمل واستقر هناك.

وتحدث والد الطالبة مصاروة، أمس، أمام وسائل الإعلام الأسترالية عن ابنته ضحية جريمة القتل بصورة مؤلمة للغاية، حيث لم يتوقف عن البكاء، ولم يستوعب أنه فقد ابنته في جريمة قتل بشعة، حين كانت تعيش في بلاد الغربة من أجل دراستها الجامعية.

وتابع الوالد: “لم أتوقع في يوم من الأيام أن آتي لأرى جثة ابنتي بدلا من أن أسمع صوتها مثل كل يوم. هذه فاجعة كبيرة هزت مضاجعنا”، ودعت قيادات فلسطينيي الداخل للتدخل من أجل تسريع نقل جثمانها ودفنها في مسقط رأسها.

وفي باقة الغربية، ينتظر الأهل انتهاء مجريات التحقيقات ونقل جثمان مصاروة إلى البلاد، ليوارى الثرى في مسقط رأسها باقة الغربية الإثنين. من جهته قام النائب عن الحركة الإسلامية مسعود غنايم بزيارة لعائلة الطالبة، وقال إنّ “العَينَ لتَدمع وإنّ القلب ليحزن على فُقدان آية، وتابع: “نحن جميعا نقف إلى جانب العائلة للكشف عن المجرمين ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جُرم. إنّ مسيرتها التعليميّة والتي وصلت بطموحاتها وحدودها حتى الصّين هي مثال ونموذج يُحتذى به. رحمها الله وأدخلها فسيح جنّاته وَألهمَ ذويها الصّبر والسّلوان”.

وقال النائب عن القائمة المشتركة، د. يوسف جبارين: “يوم أمس تحدثت مع رئيس حكومة أستراليا فأعرب عن استنكاره وغضبه من جريمة مقتل الشابة آية مصاروة وبعثت تعازيه الحارة للعائلة، كما أنني تحدثت مع ممثلي السفارة الأسترالية في تل أبيب وكان تأكيد منهم بأن هنالك تحقيقات مكثفة للكشف عن المجرم”.

وخلص جبارين للقول: “لا يعقل أنه حتى الآن لم نر أي رد رسمي من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ولا حتى أي وزير، فلو كانت الضحية غير عربية لشاهدنا تنافسا فيما بينهم من سيتحدث أولا، هذا أمر مخجل وفيه استهتار ويمس بالعائلة “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *