ضربات داعش تلاحق القوات الأمريكية قبل انسحابها: مقتل أربعة جنود بتفجير في منبج

وكالات: في تطور فاجأ العديد من المحللين والمراقبين من حيث أبعاده وتوقيته، تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» أمس هجوماً انتحارياً استهدف دورية تابعة لـ«التحالف الدولي» بقيادة واشنطن في مدينة منبج شمال سوريا.

وتسبب الحادث بمقتل 16 مدنياً وأربعة جنود أمريكيين في المدينة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بشراكة أمريكية.
وتباينت وجهات نظر المراقبين حول المستفيد من هذه العملية والفاعل الحقيقي، لا سيما وأن منبج تعد أحد أهداف أنقرة التي تضغط باتجاه خروج كامل وفعلي لوحدات حماية الشعب الكردية منها، فيما تعتبر الأخيرة المسؤول الأول عن أمن المنطقة وتسيير الدوريات ومعرفة توقيتها، حيث اتهمتها المعارضة السورية بالوقوف بشكل غير مباشر وراء العملية عبر اختراق يصل الى مستويات عالية أو توظيف للمعلومات.
وطرح محللون على الفور أسئلة من قبيل هل يعجل التفجير الانتحاري في الانسحاب الأمريكي ليبدو وكأن واشنطن خرجت مهزومة على يد تنظيم «الدولة»؟ أم سيعجل خطوات الجيش التركي في الدخول بشكل جدي في عمق منبج بالتنسيق مع الأمريكيين؟

واشنطن تتمسك بخطط سحب قواتها … و«سوريا الديمقراطية» مستعدة للمساعدة في إقامة منطقة آمنة

وأفادت وكالة «أعماق» الدعائية التابعة لتنظيم «الدولة» في بيان نقلته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام «هجوم استشهادي بسترة ناسفة يضرب دورية للتحالف الدولي في مدينة منبج» التي يسيطر عليها مقاتلون عرب وأكراد تابعون لقوات سوريا الديمقراطية، وتضم مقرات للقوات الأمريكية.
قال نائب الرئيس الأمريكي مايك تعليقا على الحادث، إن الولايات المتحدة ستقاتل لتضمن هزيمة تنظيم «الدولة»، إلا أنه جدد التأكيد على خطط سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وصرح بنس لتجمع في مقر وزارة الخارجية في واشنطن لسفراء الولايات المتحدة في العالم «سنبقى في المنطقة وسنواصل القتال لضمان أن لا يطل داعش برأسه البشع مرة أخرى».
وأضاف «سنحمي المكاسب التي حققها جنودنا وشركاؤنا في التحالف».
وكون الحادث جرى أثناء تسيير دورية أمريكية، أكد مسؤول لدى المكتب السياسي التابع للجيش الوطني المعارض المقرب من تركيا، «تورط قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في العملية بشكل مباشر او غير مباشر بغض النظر عن الجهة المنفذة».
وقال هشام سكيف لـ«القدس العربي» «إن الامور الأمنية المناطة بهذه الدوريات حدث فيها إما اختراق أو أمر ما مما يشير الى تورط تنظيم «ب كي كي» الكردي إما بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا يهم بعد ذلك من هي الجهة المنفذة داعش أو غيرها ونحن نعلم أن داعش هي منظمة ذات توجه مخابراتي وممكن هكذا اعمال أن تنفذها بالأجرة». وأضاف «تنظيم الدولة قام بالعملية لكن أمن المنطقة والدوريات والتوقيت وسير الدوريات العسكرية هذه الأمور من مسؤوليات «قسد»، وهنا إما أن يكون اختراقاً على مستويات عالية أو توظيفاً لمعلومات لجني الأرباح»، جازماً ان المستفيد من خلط الأوراق هم «قسد»، وبالدرجة الثانية الروس.
وركز المسؤول السياسي لدى الجيش الوطني هشام سكيف على ان تسريب المعلومات الأمنية يفضي إلى اختراق أمني بهذا الحجم، مشيراً الى ان استهداف دورية أمريكية لا يمكن إلا بوجود قوى كبيرة تقف وراءه، «سيما إذا علمنا ان داخل تنظيم «ب كي كي» هناك تيارات تتعامل مع الانسحاب الأمريكي لصالح الأتراك» بحسب قوله.
إلى ذلك، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها مستعدة للمساعدة في إقامة منطقة آمنة ذكرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك «بضمانات دولية» ودون «تدخل خارجي» في شمال وشرق سوريا.
وأضافت في بيان أنها تأمل في التوصل إلى اتفاقات مع تركيا تضمن الاستقرار في المنطقة الحدودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *