مسؤول فلسطيني: إسرائيل تستبيح رام الله وتمهد للمس بحياة الرئيس عباس

قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” محمد اشتية، إن إسرائيل تريد من اقتحام مدينة رام الله المتكرر، تقويض السلطة الفلسطينية لتوسعة صلاحيات الإدارة المدنية الإسرائيلية، مضيفا أن هذا يعني أنها أنهت كامل التنسيق الأمني مع السلطة، وبدأت تمهد للمس بحياة الرئيس محمود عباس.

ومنذ عشرة أيام يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، التي تضم مراكز قيادة السلطة الفلسطينية، ومقرات مؤسساتها ووزارتها، حيث قام الجيش باقتحام بعض المؤسسات التابعة للسلطة، والمحال التجارية، بذريعة مصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة عليها لملاحقة مقاومين يزعم الاحتلال أنهم أطلقوا النار على حافلة إسرائيلية كانت تسير بالقرب من مستوطنة بيت إيل، شمال المدينة.

وأوضح اشتية، في حديث مع “القدس العربي” أن الاقتحامات المتكررة لمدينة رام الله -مركز القيادة الفلسطينية- تهدف إلى تقويض سيطرة السلطة وتحويلها إلى فقاعة غير قادرة على حماية شعبها من جهة، ويتم امتهان مؤسساتها من جهة أخرى.

وأضاف اشتية أن الاحتلال يريد أن يذّكر أنه موجود، ويحضر لإعطاء الإدارة المدنية الإسرائيلية صلاحيات أوسع عما هو موجود بين يديها الآن.

وأشار إلى أن الاقتحامات تندرج في خانة الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، مفادها بأن كامل الضفة الغربية بما فيها مراكز المدن الرئيسية خاضعة للسيادة الإسرائيلية. ومن جانب آخر فإن إسرائيل تبرهن للعالم أنها تضرب كافة الاتفاقيات الموقعة، لأن الاتفاقات تقضي بعدم دخول الجيش الى مراكز المدن، وبهذا، فإن إسرائيل تبرهن أنها لا تحترم اتفاقيات لا مع السلطة ولا العالم، ولا مع أي جهة أخرى.

وتابع المسؤول الفلسطيني، أن الجيش الإسرائيلي يحاول توجيه رسالة في اقتحاماته المتكررة، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “أنه لا أمن غرب الأردن إلا لإسرائيل” وبالتالي هذا العمل الذي تقوم به دولة الاحتلال يعني إنهاءً كاملاً للتنسيق الأمني، حيث إن دخول إسرائيل إلى مناطق (أ) التي تخضع للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية، يعني أن إسرائيل أنهت بشكل كامل كل ما يمكن يسمى تنسيقاً أمنياً، وباتت تتصرف بكل شيء.

وفي السياق، قال اشتية، إن التصريحات الإسرائيلية التي تدعو إلى منع عودة الرئيس محمود عباس إلى الوطن والمسّ بحياته، تأتي منسجمة مع هذه الاقتحامات المباشرة، حيث بدأت إسرائيل بخلق حالة من الرأي العام فيما يتعلق بمصير القيادة الفلسطينية بما فيها الرئيس عباس، وبالتالي فإن هذا التحريض يقع ضمن الخطوات المتدحرجة، لذلك نحن نحمل إسرائيل كامل المسؤولية عن أي أذى قد يلحق بالرئيس.

وأشار إلى أن “إسرائيل تعلم مدى صلابة أبو مازن، وتشبثه بموقفه السياسي والوطني الذي هو شوكة في حلق الاحتلال، وإذا اعتقدت إسرائيل أنها يمكن أن تفصل قيادة على مقاسها فهي مخطئة، فالحال الفلسطيني حال واحد وموحد حول الرئيس بما يمثله من شرعية بصفته رئيسا للشعب الفلسطيني”.

وشدد على أن “هذه التهديدات نأخذها بمحمل الجد. ونطالب العالم بالوقوف عند مسؤولياته، سواء بالأمم المتحدة أو العالم العربي الذي بدأت بعض مفاصله تندلق نحو التطبيع”.

وبيّن اشتية أن الرئيس عباس الموجود في الأمم المتحدة سيتحدث عن هذه الانتهاكات والقضايا، في كل لقاءاته سواء مع السكرتير العام للأمم المتحدة أو الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *