صحيفة بريطانية: مرتزقة روس يساعدون البشير على قمع المتظاهرين في السودان

كشفت صحيفة بريطانية النقاب عن أن مرتزقة من روسيا يساعدون نظام الرئيس السوداني عمر البشير في قمع المتظاهرين المحتجين على حكمه في أنحاء البلاد، وذلك في أكبر تحد لحكمه منذ وصوله إلى السلطة عام 1989

وقالت صحيفة “التايمز” في تقرير لمراسلتها في أفريقيا جين فلانغان، تحت عنوان “المرتزقة الروس يساعدون في قمع احتجاجات السودان” إن رؤية مرتزقة روس في العاصمة السودانية الخرطوم أثار قلقا من محاولة الكرملين دعم بقاء نظام عمر البشير.

وظهرت الصور من الخرطوم في وقت يواجه فيه نظام البشير أكبر تحد لحكمه منذ وصوله إلى السلطة قبل 30 عاما. وتقول الصحيفة إن الصور جاءت في وقت تحاول فيه الحكومة الروسية بناء علاقات تجارية وعسكرية وأمنية مع دول الساحل والصحراء الإفريقية. ففي العامين الماضيين صادقت موسكو على مشاريع طاقة نووية للأغراض النووية في جمهورية الكونغو ونيجيريا والسودان. وتقوم الشركات الروسية بالمشاركة في عملية تجارية بقيمة 400 مليون دولار للتنقيب عن البلاتينيوم في زشيمبابوي. وتقوم ببناء مفاعل نووي في مصر ومشروع للبوكسيت بقيمة 220 مليون دولار في غينيا.

وأشارت الصحيفة إلى ظهور البشير في تجمع نظمه أنصاره يوم الأربعاء وبدا متحديا رغم التوبيخ الذي أصدرته الحكومات الغربية بمن فيها بريطانيا له. ولوح البشير بعصاه واستشهد من القرآن وأكد أن التجمع هو رسالة لمن يعتقدون أن السودان سيكون مثل بقية الدولة. وتوعد مهددا أي شخص يتجرأ على “تدمير ممتلكاتنا”. وفي بيان مشترك عبر فيه دبلوماسيون من بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج وكندا عن “شعورهم بالرعب” من قمع وضرب وقتل المتظاهرين على يد قوات الأمن السودانية. وقتل حتى الآن حوالي 40 شخصا منذ بداية الإنتفاضة في 19 كانون الأول (ديسمبر) وتم اعتقال المئات بمن فيهم صحافيون ورموز للمعارضة. واستخدمت الشرطة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في مدينة أم درمان الواقعة على نهر النيل مع العاصمة الخرطوم. وكانت أكبر تظاهرة تنظيم ضد النظام منذ اندلاع الأزمة الشهر الماضي. ويعتقد أن ثلاثة أشخاص من بينهم طفل عمره 16 عاما قتلوا في التظاهرات. وبحسب مصادر المعارضة فإن المرتزقة الروس تابعون لشركة تعهدات أمنية تدعى “واغنر” يعملون في السودان ويقدمون الدعم والتدريب العملي لقوات الأمن والإستخبارات هناك.

ويعتقد أن مئاتً من عناصر واغنر تم نشرهم في جارة السودان، جمهورية أفريقيا الوسطى في العام الماضي للمساعدة على تدريب جيش الحكومة. وقتل ثلاثة روس في كمين تعرضوا له في تموز (يوليو) 2018 حيث كانوا يحققون في نشاطات واغنر هناك. وضمت وزارة الخزانة الأمريكية واغنر لقائمة الكيانات المفروض عليها عقوبات عام 2017 وذلك لدروها في أوكرانيا. ويعتقد أن هناك 2.500 من مقاتليها يعملون في سوريا. وفي الصور ظهر عدد من الرجال البيض يرتدون زيا مدنيا وتم نقلهم في شاحنات وكانوا يراقبون التظاهرات المعادية للحكومة في الخرطوم. واستقبلت موسكو البشير مرتين ووافق على دعم طموحات الرئيس فلاديمير بوتين في توسيع تأثيرها في أفريقيا. ويحتاج البشير الذي وجهت له محكمة الجنايات الدولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب إلى حلفاء أقوياء بسبب ما يعانيه من عزلة. وكان البشير أول زعيم عربي يزور بشار الأسد في دمشق فيما أطلق عليها “قمة الإبادة”. وجاءت الزيارة تنفيذا لرغبة روسية التي قدمت له طائرة عسكرية نقلته من الخرطوم إلى العاصمة السورية. وهناك شكوك في أن البشير لن يتخلى عن السلطة مثل الأسد ويفضل انزلاق بلده إلى حرب أهلية بدلا من تسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية. وقال محلل نقلت عنه “التايمز” “أي شخص تعامل مع البشير يعرف أنه لن يتخلى عن السلطة بدون قتال” و “لو دمر بلده في اثناء هذا فليكن، وليس لديه ما يخسره”. وبقي البشير في السلطة رغم العقوبات الأمريكية والأمر بالقبض عليه وانفصال الجنوب عام 2011 ولكن الضائقة الإقتصادية تعتبر التحدي الأصعب الذي يواجهه. فقد انهارت قيمة العملة السودانية بنسبة 85% ووصل معدل التضخم في الصيف إلى 70% وأصبحت الحياة مستحيلة لأربعين مليون سوداني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *