التوتّر بين الحركتين الفلسطينيتين الكبيرتين «فتح» و«حماس» يتصاعد

لا يزال الاحتقان سيد الموقف في قطاع غزة، بعد قرار فتح مساء أول من أمس الانسحاب من معبر رفح، وهو قرار أدانه عدد من الفصائل التي فشلت وساطاتها في تحجيم الخلاف، وكذلك إلغاء مهرجان الذكرى الـ 54 لانطلاقتها بسبب رفض حماس السماح لها بذلك. وتسلم أمن حماس المعبر الذي سيفتح أبوابه اليوم الثلاثاء فقط للقادمين إلى غزة.

واتهمت فتح حماس باعتقال أكثر من ألف من قادتها وأبنائها في غزة منذ بداية هذا الشهر، منهم 500 منذ مساء أول من أمس.

السلطة تؤكد اعتقال ألف كادر… وحكومة غزة تتهمها بمحاولة تخريب جهود مصر

وقال المتحدث باسم فتح، عاطف أبو سيف، في بيان له أمس الإثنين: «إن أبناءنا تعرضوا للاعتقال بسبب إصرارهم على إحياء فعاليات الانطلاقة الرابعة والخمسين، وعمليات اختطاف من الشوارع، ومداهمات للبيوت وتفتيشها واستدعاءات». وأضاف «يتعرض أبناؤنا إلى معاملة سيئة وتعذيب لا تليق بشعبنا، الاعتقالات تطال كافة الأطر التنظيمية، كما يتم مصادرة المواد الإعلامية والدعائية الخاصة بالانطلاقة، وهذا لن يثني فتح عن المضي في برنامج فعاليات الانطلاقة».
وردا قال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، إن انسحاب السلطة من معبر رفح يهدف إلى تخريب الجهود المصرية وجولة هنية الخارجية، التي يفترض أن تبدأ في منتصف يناير/ كانون الثاني الحالي، وتشمل مصر وروسيا. فيما قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن هذه الخطوة تعتبر «استمرارا لمسلسل إجراءات (الرئيس محمود) عباس الانتقامية من أهلنا في غزة، وتأكيدا على تورطه المباشر في تنفيذ بنود صفقة القرن المتعلقة بفصل غزة عن الوطن، وتكرار محاولة خلق فراغ وفوضى».
ورفضت الجبهتان الشعبية والديمقراطية هذا القرار، كونه «يعمق الانقسام»، وطالبتا بعدم اللجوء إلى خطوات من شـأنها أن تؤثر على جهود الوساطة القائمة. واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي القرار «سياسيا تصعيدياً ضد المواطنين في قطاع غزة المحاصر». وقالت «السلطة بهذا القرار تزج بحاجات أهلنا في غزة في خلافاتها من أجل فرض رؤيتها السياسية على الشعب الفلسطيني».
وعلمت «القدس العربي» أن الفصائل طلبت من مصر التدخل من أجل إقناع السلطة بإعادة موظفيها للعمل من جديد في معبر رفح. وعلمت «القدس العربي» أيضا أن المسؤولين المصريين وعدوا بالتدخل والاتصال بالقيادات الفلسطينية، بهدف العودة عن هذا القرار، وإعادة الموظفين للعمل من جديد في المعبر، من أجل ضمان عملية فتحه أمام المسافرين.
الى ذلك قالت مصادر عبرية أمس الإثنين، إن «إسرائيل قررت تجميد المرحلة الثالثة من تحويل الأموال القطرية إلى قطاع غزة».
ونقلاً عن الموقع الرسمي للقناة 20، فقد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد المرحلة الثالثة من تحويل الأموال من قطر إلى حماس، وذلك ردا على إطلاق صاروخ واحد على الأقل باتجاه مستوطنات الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *