البحرين: شكاوى التعذيب متواصلة والأجهزة الأمنية تعتدي على سجناء “الحوض الجاف”

اعتدت أعداد كبيرة من منتسبي الأجهزة الأمنية البحرينية على سجناء الرأي في عنبر 3 بسجن الحوض الجاف وقاموا بضرب السجناء والاعتداء عليهم بحجة التفتيش، فيما أكد مصدر أن المجموعة التي تقود عملية الهجوم معروفة بممارسة العنف والانتقام بحق سجناء الرأي، وتفتيشهم بطريقة حاطة بالكرامة، كما تتعمد فتح الأطعمة ورميها على الأرض وبعثرة كتب الأدعية والترب.

وفي هذا السياق، أعلنت وحدة التحقيق الخاصة في السجون البحرينية أنها تلقت في الثلث الأخير من عام 2018، 29 شكوى ما بين التعذيب وإساءة المعاملة واستخدام القوة المفرطة من قبل منتسبي هذه الأجهزة الأمنية.

وذكرت أنها استمعت لأقوال 52 شاكيًا و56 شاهدًا، واستجوبت 66 متهما ومشتبها به من قوات الأمن العام، وأحالت 11 من الشاكين للطبيب الشرعي الخاص بالوحدة، فيما استكملت الوحدة تحقيقاتها بقضيتين منفصلتين ضمت ثلاثة من منتسبي الأجهزة الأمنية، وانتهت لإحالتهم للمحاكم العسكرية بوزارة الداخلية لتوقيع الجزاء التأديبي وفق بيان صادر.

وتفتقر هذه الوحدة التي تم تشكيلها بناء على توصية من اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق إلى الشفافية في الإجراءات المتخذة بحق المتورطين في قضايا التعذيب وسوء المعاملة ولا تعلن صراحة في تقاريرها عن الآليات والإجراءات والنتائج.

وكانت لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة قد أكدت أن وحدة التحقيق الخاصة واحدة من مجموعة هيئات تم تشكيلها عملًا بتوصيات لجنة تقصي الحقائق، إلا أن هذه الهيئات ليست مستقلة، وأن ولاياتها غير واضحة ومتداخلة، وأنها ليست فعالة بالنظر إلى أن الشكاوى تمر في نهاية المطاف عن طريق وزارة الداخلية.

وعبّرت اللجنة الأممية أثناء مناقشتها تقرير البحرين عن قلقها من أن السلطات الحكومية لم تقدم سوى نتائج ضئيلة أو معدومة فيما يتعلق بأنشطتها.

وتشعر اللجنة بالقلق أيضًا إزاء الثغرات الموجودة في آليات الشكاوى القائمة التي يتعين على السجناء تقديم شكاوى تتعلق بالتعذيب أو إساءة المعاملة من خلال حراس السجن أو مدير السجن أو نائب المدير الذي لا يضمن نتيجة إحالة هذه الشكاوى إلى السلطات المختصة.

وعادة ما يتم الحكم على المتورطين من منتسبي الأجهزة الأمنية سواء في القتل أو التعذيب أو سوء المعاملة بأحكام مخففة، ولم يتم تقديم مسؤولين للعدالة وإنما أفراد من رتب دنيا وفق ما أفادت منظمات حقوقية محلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *