استثمار صيني في مرفأ طرابلس على طريق إعادة إعمار سوريا

أكدت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية ان الصين تتوجه للاستثمار في مرفأ طرابلس بشمال لبنان للقيام بمهمة أساسية خلال البدء بمشاريع إعمار سوريا.

ونقلت الصحيفة عن المراقبين الدوليين أن الصين تعد دولة مهمة خصوصاً أنها ثاني أكبر اقتصاد في العالم والمستثمر الكبير الأكثر واقعية لإعمار سوريا، وذلك لعدم لعبها دوراً ناشطاً في الحرب على سوريا ولإبقائها على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في ظل الأزمة، وتوقيعها اتفاقات تجارية مع سوريا، وتأثر روسيا وإيران بالعقوبات الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين أرسلت وفوداً إلى سوريا ولبنان عبر “الحزب الشيوعي الصيني” والشركات الصينية الخاصة، ولكنها لم تعط جوابا بعد، إذ نقلت عن مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر قوله: “لم تستثمر الصين في المرفأ بعد بهدف إعادة إعمار سوريا”.

وقالت الصحيفة إن “طرابلس تعتقد أنها قادرة على لعب دور لوجيستي على هذا المستوى، ناقلة عن رئيسة مجلس إدارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة في المدينة ريا الحسن قولها: “أدرك الصينيون ذلك قبلنا حتى”.

وبينما أكدت الصحيفة أن الشركات الصينية أبرمت عقوداً مغرية في مرفأ طرابلس، بينها ما يُقدر بـ58 مليون دولار، أوضحت أن الاستثمارات الصينية توقفت عند هذا الحد، وأن مقترح توسيع المرفأ عالق في ظل الأزمة الحكومية في لبنان.

وتطرقت الصحيفة إلى الجهود الصينية على خط “القوة الناعمة”، إذ تناولت نشاط معهد “كونفوشيوس” مع الجامعة اللبنانية وبرنامج الدراسات الصينية مذكرة بتصريح السفير الصيني وانغ كيجيان: “يمكن للبنان أن يصبح لؤلؤة ساحرة في مبادرة الحزام والطريق”، في إشارة إلى سياسة الصين لتطوير البنى التحتية على طول خط الحرير التجاري التاريخي.

وفي هذا السياق، نقلت “الفايننشال تايمز” عن الباحث في مركز الصين والعولمة تاو دوانفانغ قوله: “يعاني هذا الطريق ثغرة يمكن لطرابلس ردمها”، موضحا أن “الصين تملك مركزاً واحداً لنقل الشحنات من سفينة إلى أخرى يقع في كيان الاحتلال، ونظراً إلى أن عدداً كبيراً من البلدان المسلمة ترفض استقبال بضائع نُقلت عبر “إسرائيل”، تتمتع طرابلس بفرص كبيرة على المدى البعيد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *