“نيويورك تايمز”: مساع أميركية خفيّة لتأخير الانسحاب من سوريا

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرًا سلَّط الضوء على تصريحات مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون حول الوجود العسكري الاميركي في سوريا، مشيرة الى أن “كلام بولتون شكل تراجعا لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانسحاب السريع من سوريا، وأضافت أن “بولتون وضع شروطا للانسحاب ما يعني بقاء القوات الاميركية في سوريا أشهرًا أو حتى أعوام”.

ولفت التقرير إلى أن “بولتون صرح للصحفيين لدى زياته “تل أبيب” بأن القوات الأميركية ستبقى في سوريا حتى يتم القضاء على بقايا “داعش” وتقدم تركيا ضمانات بأنها لن تستهدف القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة”، متحدّثًا عن أن “بولتون ومستشارين كبارا آخرين في البيت الابيض قادوا مساعي خلف الكواليس لإبطاء قرار ترامب وطمأنة الحلفاء بمن فيهم “اسرائيل”.

التقرير بيّن أن “تصريحات بولتون أدخلت إلى استراتيجية ترامب عاملا لم يكن موجودا وهو الانسحاب المشروط من سوريا، كما عكست حالة الفوضى المحيطة بقرار ترامب الانسحاب من سوريا”.

كما تطرق التقرير إلى تصريحات السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام التي قال فيها إن “ترامب يقوم بإعادة تقييم سياساته على ضوء ثلاثة أهداف أولها عدم السماح لإيران بالسيطرة على حقول النفط، وعدم السماح لتركيا بان تقوم “بذبح” الأكراد، وعدم السماح بعودة “داعش””.

وتابع التقرير إن “الخطوات المتعلقة بتغيير خطط ترامب للانسحاب السريع من سوريا تكثفت خلال الأيام الأخيرة”، مشيرا الى تصريح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية قبيل زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو الى المنطقة، والذي جاء فيه أن “لا جدول زمني محدد للانسحاب الاميركي من سوريا”.

وإذ لفت التقرير الى أن مدة الأربعة أشهر التي كان قد حددها ترامب للانسحاب من سوريا هي موضع شك، قال “تأتي تصريحات بولتون في سياق مذكَّرة سرية وجّهها للمسؤولين الحكوميين الاميركيين بتاريخ الرابع والعشرين من كانون الاول/ديسمبر الماضي، والتي وضعت استراتيجية لقيام القوات التركية بأخذ مكان القوات الاميركية-التي تقوم بعمليات مكافحة الارهاب في شمال شرق سوريا”، وذلك بحسب ما نقل التقرير عن مسؤولين اثنين في وزارة الحرب الاميركية.

وأضاف التقرير إن “مذكرة بولتون جاءت بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بتاريخ الثالث والعشرين من كانون الاول/ديسمبر الماضي، وأن بولتون كتب في هذه المذكرة أيضًا أن اهداف الادارة الاميركية في سوريا تبقى ثابتة، وهي “القضاء على “داعش” في وادي الفرات وطرد القوات التي هي بقيادة ايرانية، والسعي من اجل التوصل الى تسوية دبلوماسية للحرب السورية”.

التقرير نقل عن مسؤولين في وزارة الحرب الأميركية قولهم إنه “على الرغم من مذكرة بولتون إلا أنه لا توجد أية خطط لتسليم عمليات مكافحة الارهاب الى الاتراك”، موضحا أن “ترامب وبعد لقائه كبار القادة العسكريين الأميركيين في العراق وسوريا بتاريخ السادس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي، قد وافق على زيادة المهلة الزمنية لسحب القوات الاميركية من سوريا من ثلاثين يوما الى اربعة اشهر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *