وكالات: في مزيد من الغموض والتأرجح وكذلك التراجع عن مواقف سابقة للرئيس الامريكي دونالد ترامب، خصوصاً في مسألة انسحاب القوات الامريكية من سوريا وتوقيتها ومدتها، قال ترامب في سلسلة تعليقات له إن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا «على مدى فترة من الوقت» وإنها تريد حماية المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم مع سحب القوات الأمريكية من هناك، مؤكداً أن واشنطن خسرت سوريا منذ الإدارة السابقة والسكوت على الضربات الكيميائية التي نفذها النظام السوري، ولم ترد عليها وتوقفه. وقال ترامب «لم يبق في سوريا غير الرمال والموت».
ولم يحدد ترامب جدولاً زمنياً للانسحاب المزمع من سوريا، الذي كان قد أعلنه الشهر الماضي، متجاهلاً مشورة كبار مساعديه للأمن القومي، ودون تشاور مع المشرعين أو حلفاء الولايات المتحدة الذين يشاركون في العمليات ضد تنظيم «الدولة». ودفع قرار ترامب وزير الدفاع جيم ماتيس إلى الاستقالة.
توسع الاشتباكات العنيفة بين «الجبهة الوطنية» و«تحرير الشام» في الشمال ومقتل العشرات من الطرفين
وقال في اجتماع لأعضاء حكومته في البيت الأبيض، إنه لم يناقش أبداً الجدول الزمني البالغ أربعة أشهر الذي ترددت بشأنه الأنباء لانسحاب 2000 جندي أمريكي متمركزين في سوريا، وسط معركة ضد تنظيم «الدولة». وقال «سنخرج وسنقوم بذلك بذكاء. لم أقل قط إننا سنخرج غداً». ورفض أن يحدد إلى أي مدى ستبقى القوات الأمريكية في سوريا.
ووجه بعض اللوم للأكراد فقال ترامب إنه ليس سعيداً لأنهم يبيعون النفط لإيران، لكنه يريد حمايتهم في كل الأحوال. وانتقد ترامب إدارات سابقة لإرسال قوات أمريكية وإبقائها في الخارج وجعل إعادة القوات جزءاً من سياسته «أمريكا أولاً» فيما يتطلع لإعادة انتخابه في 2020.
وفي السياق التقى وزير الدفاع الأمريكي الجديد باتريك شاناهان، صباح أمس، وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الامن القومي في البيت الأبيض جون بولتون وبحث معهما الملف السوري خصوصاً، وفق مسؤول في وزارة الدفاع.
وأعربت إسرائيل عن صدمتها من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إنه يمكن لإيران أن تفعل ما تريد في سوريا. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن مصدر إسرائيلي كبير لم تحدد اسمه قوله، إن تصريحات الرئيس ترامب جاءت «مخالفة لنصيحة الأجهزة الاستخبارية، وتظهر أنه لا يفهم ما يجري على الأرض».
ميدانياً توسعت رقعة الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية شمال سوريا أمس الخميس، وسقط العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح، وذلك عقب اندلاعها قبل يومين في منطقة دارة عزة في ريف حلب الغربي.
واندلعت الاشتباكات بين الطرفين في ريف إدلب الجنوبي وحماة، إضافة إلى استمرارها في منطقة دارة عزة وخان العسل في ريف حلب، وبدت المعارك أمس وجودية بين الطرفين حيث دعت الجبهة الوطنية للتحرير إلى النفير العام لمواجهة «المتطرفين».
وتدل المؤشرات على أن الجبهة الوطنية توسع نطاق عملياتها للسيطرة على الخط الواصل بين عفرين شمال غربي حلب ودارة عزة غربها، من أجل قطع الطريق أمام جبهة النصرة التي تحاول السيطرة على خط الاتصال بين منطقة عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون من جهة، ومنطقة خفض التصعيد الرابعة من جهة ثانية، حيث تمكنت الجبهة الوطنية المدعومة من أنقرة في هجوم معاكس استخدمت خلاله الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من استعادة قرى عدة كانت قد خسرتها لصالح «تحرير الشام».
وفي السياق، صرح محمد أديب المسؤول الإعلامي في الجبهة الوطنية في منطقة غرب حلب لـ«القدس العربي» أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في معظم المحاور غرب حلب، إضافة إلى اتساع رقعة المواجهات في الشمال، حيث وصلت المواجهات إلى ريف إدلب وحماة. وأكد مقتل أكثر من 30 عنصراً من تحرير الشام، وذلك ضمن العمليات العسكرية الدفاعية للجبهة الوطنية للتحرير. وأردف: «حالياً تجري اشتباكات عنيفة في محور خان العسل في ريف حلب الغربي ضمن عملية صد هجمات تحرير الشام هناك».
وتابع أديب أنه «تم إحراز تقدم في منطقة جبل شحشبو وريف إدلب الجنوبي». من جهته دعا المجلس الإسلامي السوري في بيان له، فصائل الجيش السوري الحر إلى التوحد لمواجهة ما سماه «البغي» من قبل هيئة تحرير الشام.