ندوة سياسية بعنوان “صفقة القرن وسبل مواجهة التطبيع”.. الشيخ شعبان” للتفريق في المقاطعة بين الشعوب الغربية الداعمة لقضايانا وبين النظام الغربي الرسمي

بدعوة من لجان العمل في المخيمات، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أقيمت ندوة سياسية في مخيم البداوي شمال لبنان، تحت عنوان:” صفقة القرن وسبل مواجهة التطبيع”، في قاعة الشهيد نبيل السعيد، بحضور قيادة الجبهة في الشمال، وفصائل المقاومة، واللجان الشعبية الفلسطينية، وحركة التوحيد الاسلامي والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والإسلامية، وفاعليات ووجهاء من المخيم والجوار، وحشد جماهيري ونسائي.
وقد تناولت الندوة المحاور التالية:
المحور الأول: صفقة القرن بين مساري التطبيع والسلام، قدمه عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمسؤول الاعلامي لمسيرات العودة في غزة الأستاذ هاني ثوابته.
المحور الثاني: المقاطعة ومناهضة التطبيع : آليات للمقاومة والتحرير، قدمه أمين عام حركة التوحيد الإسلامي، وعضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ بلال شعبان.
المحور الثالث: التطبيع وآثاره السلبية على القضية الفلسطينية، قدمه عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية – القيادة العامة الاستاذ حمزة البشتاوي.
استهلت الندوة بكلمة ترحيبية بالحضور، قدمها عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لفرع لبنان، فتحي أبوعلي، ثم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.
ثم كانت كلمة الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال شعبان، متحدّثًا عن طبيعة المواجهة مع المحتل الغاصب سواء عبر المقاطعة المادية او عبر مشروع جهادي قتالي او من خلال مواجهة تربوية فكرية عملية ، وكل ذلك على طريق محو كل اشكال الاحتلال لارضنا .
ورأى فضيلته ان هناك مفهوما خاطئا لمشروع المقاطعة ، فالغرب ينقسم الى اثنين غرب شعبي وغرب استعماري، اما الغرب الشعبي فهو تلك الشرائح التي انضم الكثير منها لثورتنا الفلسطينية سواء من اميريكا الشمالية او امريكا الجنوبية او من اليابان وحتى من وسط اوروبا ، وهناك الغرب الاستعماري المتمثل بالمؤسسة السياسية وبالمؤسسة الامنية .
وتابع فضيلته ” أحيانا ينطلق غضبنا ومقاطعتنا صوب جمعيات او مؤسسات شعبية لا علاقة لها بالمؤسسات الحكومية الا كما ينتمي كل منا لدولته من خلال التعاطي مع السلطة القائمة ، لذلك يجب التفريق بين هذين المشروعين بين المشروع الشعبي الغربي الذي نستطيع ان نستمد منه القوة، فكثير من تلك الشعوب تظاهر ضد احتلال العراق ونصرة لغزة وفلسطين اكثر مما تظاهرت شعوبنا العربية والاسلامية ، وبين مؤامرات المؤسسات الرسمية الغربية.
ودعا فضيلته الى نشر ثقافة حقيقية في تصويب المقاطعة ، فقد يوجه الجهد العام للناس في كثير من الاحيان صوب عناوين لا تسمن ولا تغني من جوع ، لذلك نشر الوعي والثقافة في هذا المجال ضرورة في ظل حرف اهل الساسة وبعض الاعلام وحتى رجال الدين الثوابت والمعطيات بشكل كلي، فيتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق بقصد او بدون قصد.
وأشار فضيلته الى اهمية صناعة لوبي للقدس وفلسطين من شباب الامة العربية والاسلامية ، مشددا على ضرورة وضع آليات لوقف التطبيع ولترجمة ذلك الوقف ليس بشكل سلبي، وانما بشكل ايجابي عملي ومن ذلك ضخ كل الامكانات لدعم شعبنا في الداخل الفلسطيني لوقف التغيير الديمغرافي الذي يقوم به العدو الصهيوني .
وختم فضيلته ” رأس المشروع النضالي هو الجهاد والبندقية ولكن يتفرع كل ذلك الى التفرعات الثقافية والايمانية والفكرية والنواحي التربوية والاقتصادية لنصنع من خلال كل ذلك جبهة متكاملة نتكامل بها جيلا بعد جيل لنحقق النصر والعزة والتحرير ، لافتا الى عدم وجود خوف من صفقة القرن فهي اضغاث احلام بفعل ان الوصاية التي كانت للبعض على ارضنا وشعبنا سقطت واضحت الوكالة الحصرية في يد اطفال فلسطين، وانما الخوف من فرقتنا ومن انفضاضنا وهذا ما يبعدنا عن دائرة التأثير.
ثم تحدث الأستاذ حمزه البشتاوي، مستهلًا كلامه بتوجيه الشكر، والتقدير إلى لجان العمل في المخيمات، و للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لاتاحة المجال له بالمشاركة والحديث حول التطبيع ،حيث تحدث عن مخاطر التطبيع التي باتت علنية، مبرزًا المخاطر المتأتية عن التطبيع الذي تحول من السرية إلى العلن، والتأكيد أن كل موجات التطبيع التي تكرس الاحتلال والإرهاب ستفشل، استنادا إلى روح وثقافة المقاومة في المنطقة، مؤكدا مخاطر التطبيع التي تستهدف الوعي، وتروج للخرافات والأساطير والمزاعم الصهيونية التي تحاول التأثير على الثوابت، والمبادئ، والقيم، والهوية، الوطنية والقومية في المنطقة، حيث تفرض الشروط والإملاءات الأمريكية وتميّع القضية والحقوق والانتماء، وتشق الصف، وتشكل حلف ناتو عربي إسرائيلي، وتنشر الفساد، وتزيد الهجرة، وأبرز خطر لها أنها تضمن استمرارية وجود هذا الكيان على أرض فلسطين.
ثم كانت كلمة الأستاذ هاني ثوابته، استهلها بتوجيه التحية للجان العمل في المخيمات، وللجبهة الشعبية، متحدثًا عن السبل لعدم تمرير المشاريع التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية، وإلى التسوية، و الهدف هو الوصول إلى مرحلة تيئيس الشعب للقبول بالتسوية، و بصفقة القرن، مؤكدا أن مسيرات العودة هي الرد على صفقة القرن، وأن جماهير شعبنا الفلسطيني يناضل من أجل ذلك، ويجب أن نفكر مليا في سبل مواجهة هذه الظروف، لأن الحالة الفلسطينية التي نمر بها بالكاد تتشابه، وكل هذه المشاريع يراد منها تصفية القضية الفلسطينية. كما تطرق إلى موضوع القدس، واللاجئين، والعودة، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، كما تطرق أيضا إلى موضوع تهويد القدس، والاستيطان، والجدار، ومصادرة الممتلكات، وتغيير معالم القدس، وتحدث عن الاعتقال، وبناء المستوطنات، وعن المعاناة التي يعانيها ٨ مليون لاجئ فلسطيني في الشتات، مشيرًا إلى أن مسيرات العودة في غزة جاءت ردا على تهويد القدس، ونقل السفارة، مؤكدًا أن هذا المشروع لن يمر من دون أن يمر بدماء شعبنا، ونحن في مسيرات العودة يدكم، وصوتكم، وقلبكم، وضميركم، ولن نخذلكم”.
و في نهاية الندوة كانت مداخلات للحضور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *