ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس، واستهل فضيلته الخطبة بقوله تعالى ” لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” خلق الله الانسان واكرمه بنص القرآن الكريم ” إني جاعل في الارض خليفة ” مكان الانسان ودوره في هذه الدنيا هو اقامة القسط والعدل بين الناس، قيمة الانسان وكرامة الانسان عظيمة عند الواحد الديان ، فخلق بيدي الله ، هذا الانسان وان كان طيني الخلق فلقد نفخ فيه من روح الله عز وجل ، اكرم الله تعالى الانسان واسجد له ملائكة قدسه، ثم وارسل الرسل والانبياء وانزل الكتب والرسالات ، فحدد له كل معالم الطريق لينطلق صوب السعادة الدنيوية والأخروية ، وعندما تختصر مشروع الدين تكتشف انه ينطلق من منطلقين اثنين : توحيد الله عز وجل وحفظ الانسان بدمه بنفسه بماله بعرضه بعقله بدينه بكرامته بخياراته ، سخر الله كل شيء لمصلحة الانسان ، اليوم لا بد أن تقف امام ما يجري في لبنان من حالات الاستغلال المادي ، حيث تقدم المادة على الكرامة الانسانية ” الطفل محمد وهبه ” مثالا، فالمستشفيات لا تراعي الجانب الانساني في التعاطي مع المواطنين ، فيطرح السؤال ، من يتحمل مسؤولية كل ذلك ؟ الاونروا وهي ملزمة بمعالجة الشعب الفلسطيني والمسؤولية الثانية والتي هي بمثابة القتل العمد ما يتعاطى به في بلدنا مع الانسان بطريقة مادية فحسب، دون النظر الى مشروع الشراكة الانسانية ، المطلوب ان نتعاطى على الخلفية الانسانية ” كلكم لآدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على عجمي ولا لابيض على اسود الا بالتقوى والعمل الصالح” .
من ناحية أخرى رأى الشيخ شعبان أننا نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، من هو رسول الله ؟ هو رحمة للعالمين ، هل نحن متراحمون في ما بيننا ؟ وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ، هل نحن عالميون بدعوتنا وفينا لبنان اولا سوريا اولا او الجزائر اولا ؟ ما علاقتنا برسول الله ؟ عندما تفقد الرحمة تفقد معية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم” وعندما يُحتفل بميلاد عيسى عليه السلام ، من هو عيسى ، هو رسول الله ، هو المحبة هو الطهر والعفاف ، اين التطبيق العملي لهذه الصفات، والسيدة مريم عليها السلام وهي الطاهرة البتول ، كيف يحتفل بالطهر العيسوي ؟ … بالكره بالضغينة بالبغضاء بالسكر والخمر؟ كيف تستقبل السنة الجديدة بالضياع ، بالقمار والشعوذة ؟ اذا ذكر عيسى عليه السلام او ذكر سيدنا محمد عليه السلام فبهما وهما من اولي العزم من الرسل نتقرب الى الله تعالى .
واضاف ” نحتاج مع بداية عام جديد الى الثقة بالله برسول الله بديننا لتحقيق الغايات الاساسية من خلقِك ايها الانسان، وهي عمارة الارض وتعبيد الناس للواحد الديان .
وختم فضيلته ” شاركنا في مؤتمر الشهادة ” اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ” في اندونيسيا في جنوب شرق آسيا والذي يعقهده المجلس العالمي للشهادة ، مئات الملايين هناك يعشقون الاسلام فيتسمون بأسماء الصحابة الكرام وهم لا ينطقون بالعربية ، فيعشقون كل ما هو عربي لانه قريب من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعندما تتحدث عن لا الا الله واهدافها وغاياتها امام تلك الحشود تستمع للتكير الذي يخرج من اعماق قلوبهم، والشهادة هي قول واستقرار وعمل ، هي عملية تطهير ، قال رسول الله ” قولوا لا اله الا الله تفلحوا ” إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ ” لا اله الا الله عندما تطبق في حياة الانسان لا تبقي فقيرا ولا مستضعفا ولا مظلوما ” عندما تحكم لا اله الا الله ” فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ” في تلك البلاد الطيبة تعاهدنا على ان نصلي سويا في القدس ، يتوق قلوبهم وتتوق نفوسهم ليكونوا من رواد المسجد الاقصى محررا ، يريدون ان يطبقوا سنة النبي بالصلاة عند حائط البراق كما صلى بالانبياء عليه الصلاة والسلام.