نددت هيئة التحرير في صحيفة “واشنطن بوست” بـ”الرواية الجديدة التي قدمتها النيابة السعودية بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”، معتبرة أنها “صادمة بوقاحتها ومليئة بالتناقضات”.
ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن “إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تؤازر السعودية في التستر على جريمة قتل خاشقجي”، داعية إلى “إجراء تحقيق دولي مستقل في الجريمة بقيادة الأمم المتحدة”.
وأشارت إلى أن “النائب العام السعودي لم يعف فقط ولي العهد السعوي محمد بن سلمان من المسؤولية وهو المشتبه به الرئيسي في جريمة القتل، بل أعفى ذلك اثنين من كبار مساعدي ولي العهد”، معتبرة أن “النظام السعودي يتحدى بصفاقة كل من طالب بالشفافية التامة والمحاسبة بمن فيهم أعضاء بارزون في الكونغرس الأميركي”.
وتطرقت الصحيفة الى بعض تفاصيل الرواية السعودية الجديدة وما يتعلق بها، مذكرة أن “الرياض بعدما أقرت سابقا بأن قتل خاشقجي كان جريمة مدبرة عن سبق الإصرار ما لبثت أن عادت إلى رواية سابقة تقول إن خاشقجي قتل بدون تخطيط مسبق، وإن الفريق السعودي الذي أرسل إلى إسطنبول كان يهدف أصلا إلى إعادته للسعودية”، موضحة أن “قبول هذه الرواية السعودية يعني تجاهل عدد من الحقائق التي ترسخت، ومنها التسجيل الصوتي الذي أسمعته السلطات التركية لمديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبل، والذي يشير إلى أن الفريق السعودي هاجم خاشقجي وخنقه فور دخوله القنصلية”.
وانتقدت الصحيفة إدارة ترامب بسبب استعدادها للقبول بـ”المماطلة السعودية”، وفرضها عقوبات على 17 سعوديا ليس منهم ولي العهد أو كبار مسؤولي الاستخبارات في الرياض.، مشددة على أنه “يتعين على الكونغرس ألا يسمح باستمرار المهزلة”، ودعته إلى تعليق جميع مبيعات الأسلحة وأوجه التعاون مع السعودية إلى حين استكمال تحقيق دولي موثوق في جريمة قتل خاشقجي، لافتة الى أن “رواية التستر السعودية هي مثال آخر على سلوك محمد بن سلمان المتعجرف والمتهور”، ودعت إلى تسمية القتلة الحقيقيين لجمال خاشقجي ومعاقبتهم.