’واشنطن بوست’ : ترامب يأخذ بلاده إلى الهاوية

رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن بيان الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، يشكل تبريرا للجريمة التي رعتها السعودية”، مشيرا إلى ان “استسلام ترامب الجبان أمام قاتلي خاشقجي سيجعل العالم أكثر خطورة”.

وقالت الصحيفةفي مقالة لها تحت عنوان: “شعار ترامب اميركا اولاً يعني اميركا تخسر”، إن “موقف ترامب يمثل هجوما خطيرا على المصالح القومية الاميركية”، مضيفة ان المشكلة لا تتعلق فقط بـ”سوء قراءة ترامب لتحالفه مع السعودية أو بـ”عمى ترامب الاستراتيجي” بل هي اعمق بكثير من ذلك”. وتابع ان “ترامب يقوض التفاهم الأساسي الذي يخدم الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية سواء مع رؤساء ديمقراطيين او جمهوريين”.

الصحيفة اوضحت ان “الرؤساء الاميركيين السابقين كانوا يدركون ان الولايات المتحدة تشكل أقل من 5 % من سكان العالم، إلا انها تحتل اكثر من 20 % من الاقتصاد العالمي، وبالتالي تعتمد على “فوائد القواعد القابلة للتنبؤ” اكثر من اي بلد آخر”.

وزعمت ان الولايات المتحدة تسعى إلى بناء عالم “يستطيع فيه رجال الاعمال السفر من دون الخوف من الاختطاف وتستطيع فيه السفن ان تعبر المحيطات دون مرافقة مسلحة وعالم يحترم العقود المبرمة”.

وتابعت الصحيفة ان “الرؤساء السابقين فهموا ان السبيل لإنشاء مثل هذا العالم هو “تجنيد حلفاء” يلتزمون بـ “القواعد الاميركية” مقابل الحماية”، وقالت “اما ترامب فلا يبالي اطلاقاً بالقيم الاميركية، ولم يتعهد باستخدام القوات الاميركية “من اجل الحفاظ على النظام العالمي”، مضيفة : “ترامب لا يبالي بقتل صحفي ( اي خاشقجي)، مقابل بيع بعض الأسلحة”.

الصحيفة رأت ان نتيجة هذا النهج لن تكون “التنازل الاخلاقي” فحسب بل “تدهور الازدهار وتزعزع استقرار العالم”. وحذرت من “تنامي المشاعر المعادية لاميركا في الخارج، إذ يرى الناس ان الولايات المتحدة تمارس السلطة لدوافع انانية بحت”، مشيرا إلى ان “الدول الاخرى ستجد بدائل عن عملة الدولار بدلاً من القبول بها كعملة عالمية”.

وقالت الصحيفة ان نهج ترامب هو تدمير “الصنف الاميركي”، وان قضية خاشقجي ساهمت “تبلور الخطورة”. واردفت ان نهج “الاكذيب” الذي يتبناه ترامب حول اعداد الحشود و التغير المناخي، بدأ يتبناه ايضاً على صعيد السياسة الخارجية. و اشارت الى ما قاله ترامب بان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ربما كان على علم مسبق بجريمة قتل خاشقجي وربما لا، وان الحقائق حول مقتل خاشقجي قد لا تعرف ابداً.

الصحيفة شددت على ان الحقائق “يمكن معرفتها” وهي “في الغالب معروفة”، وقالت ان اي رئيس واقعي يهتم باهتمامه بالمصالح الاميركية، لكان اصر على محاسبة الذين خططوا وارتكبوا جريمة قتل خاشقجي.

كما اضافت ان اي رئيس واقعي لكان ادرك بان العلاقات الاميركية السعودية لا تعتمد على شخص، وان مكانة اميركا في العالم ستتدهور وكذلك نفوذها وازدهارها، في حال عدم اعتراض اميركا على جريمة قتل خاشقجي.

الصحيفة قالت ان ترامب لا يفهم اي من هذه الامور، وبالتالي فإن القرار يقع على عاتق “الكونغرس”، مضيفة ان الكونغرس يمكنه ان يسلك نفس مسار ترامب المبني على “الواقعية الزائفة و الانحدار”، او “يمكنه اتخاذ موقف والدفاع عن القيم و المصالح الاميركية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *