’أطباء بلا حدود’ توقف عملها شمال سوريا

في وقت يعاني النازحون في مناطق سيطرة “جبهة النصرة” الإرهابية شمال سوريا من تردي أوضاعهم المعيشية، أوقفت منظمة “أطباء بلا حدود” اللاحكومية الفرنسية جميع أنشطتها في المنطقة بذريعة انتهاء مدة برنامجها.

ويسود محافظة إدلب حالة فلتان أمني تزداد يوماً بعد يوم، عدا عن استمرار الاقتتال الداخلي بين “الجبهة” والمجموعات المسلحة الأخرى بسبب الصراع على النفوذ والمال، وتحوي المنطقة 1039 مخيماً تضم قرابة 160 ألف عائلة يبلغ عدد أفرادها أكثر من 778 ألف شخص، حيث تتركز معظم المخيمات في منطقة حارم شمال إدلب، والتي تضم وحدها 575 مخيماً فيها أكثر من 100 ألف عائلة.

وقد أشارت دراسة أعدها “منسقو الاستجابة” إلى ضرورة تأمين أماكن للسكن بسبب تلف معظم الخيم، مؤكدة أن نسبة الخيم التي تحتاج إلى تبديل تبلغ 25 بالمئة، فيما تحتاج قرابة 20 بالمئة للإصلاح، إضافة لحاجة نحو 94 بالمئة من الخيم لعوازل مطرية هذا العام، مقارنة بـ70 بالمئة العام الماضي.

وفي سياق متصل، أصدر رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” الفرنسية اللاحكومية في شمال البلاد بريان مولر، إشعارا تداوله تنسيقيات المجموعات المسلحة، ذكر فيه أن المنظمة “ستوقف جميع الأنشطة والدعم في شمال سوريا اعتباراً من 30 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ليعقبه الانسحاب الإداري في 15 كانون أول/ديسمبر القادم”.

وأوضح الإشعار أن المشاريع الطبية المتضررة من هذا القرار هي الأنشطة التي تديرها المنظمة في مخيم عين عيسى للنازحين واللجنة الصحية في المركز الصحي في مدينة الطبقة، لافتاً إلى أن الأنشطة الإدارية والإمدادات المتأثرة بهذا القرار هي “مكاتب المنظمة ومرافق التخزين الموجودة في عين العرب”.

وأكد جلال عياف من إدارة مخيم عين عيسى، أن منظمة “أطباء بلا حدود” ستنسحب أواخر الشهر الجاري “متذرعين بانتهاء مدة برنامجهم، وهو يشابه ما سبق أن قالوه حول تجديد برامجهم”.

ولفت العياف إلى “احتمالية تضرر أكثر 12 ألف نازح من مخيم عين عيسى بانسحاب المنظمة، حيث تقدم إلى جانب منظمات محلية الرعاية الطبية في المخيم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *