أهالي طرابلس يرفضون حملة ’المستقبل’ على المعارضة السنية

يتخذ الجيش اللبناني اجراءات أمنية استتثنائية في طرابلس والمنية وعكار والضنية، ويسيّر دوريات مؤلّلة وحواجز متنقلة عند مداخل طرابلس بهدف حفظ الأمن والنظام خلال يوم الجمعة.

وتأتي الاجراءات الأمنية في وقت يشهد فيه الشارع الطرابلسي موجة من التحريضات والدعوات للنزول الى الشارع ترافقت مع جولات متتالية قام بها الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري الى عدد من مناطق طرابلس والشمال رفع خلالها السقف عاليًا.

وقد أقام الحريري حملات التحريض على توزير سنة المعارضة المستقلين وعلى رأسهم النائب فيصل كرامي، فبحسب وجهة نظر قيادات تيار المستقبل في طرابلس مجرد فكرة توزير أيّ نائب من المعارضة السنية هي مثابة انتحار.

حملات التحريض والدعوة للنزول الى الشارع اليوم الجمعة تزامنت مع توجيه اتهامات وتجريح شخصي بحق النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد من قبل أنصار المستقبل في عدد من مناطق طرابلس، ومع تصريحات سياسية عالية النبرة تدعو لمواجهة ما أسموه ضرب حكومة الرئيس سعد الحريري ودفعه نحو الاستقالة.

وبدا واضحا أن الكم الهائل من التحريض لم يجد له أيّ تأثير في نفوس أبناء مدينة طرابلس التي سبق أن دفعوا أثمانًا باهظة على مدى سنوات عديدة سقط على اثرها ضحايا جراء الاحداث الامنية التي عاشتها المدينة، فالطرابلسيون يخشون من عودة التوتر الى الشارع الطرابلسي.

والمتابع لأوضاع المواطنين يجد بأن هناك تعاطفًا في الشارع مع نواب المعارضة السنية ولا يخلو حديث المواطنين من أحقية تمثيل سنة المعارضة كونهم يمثلون أغلبية شعبية اظهرتها الانتخابات النيابية، خصوصًا في الضنية التي واجه فيها النائب جهاد الصمد حملات شديدة استهدفته وجاءت النتيجة عكس ما تشتهيه سفن المحرضين حيث نال النائب الصمد الرقم الاعلى في نتائج الانتخابات.

مصدر أمني أكد لموقع “العهد” الاخباري أنه على الرغم من الاجواء المشحونة في البلد إلّا أن الأمور ما تزال مضبوطة، داعيًا القوى السياسية الى وقف الخطاب التحريضي والمذهبي الذي عاد ليتصدر المشهد.

وطمأن المصدر أن الاوضاع الامنية مستقرة وأي خرق أو اشكال فردي يتم التعامل معه بحزم كبير ويتم السيطرة عليه في دقائق معدودة، كاشفًا أن القوى الامنية وعلى مدى أيام دهمت عدد من الاماكن في التبانة والقبة وصادرت كمية من الاسلحة والذخائر والعبوات الناسفة وأوقفت مجموعة من الشبان على ذمة التحقيق.

وفي وقت يصر فيه الرئيس المكلف سعد الحريري على عدم منح النواب السنة خارج تيار المستقبل أي وزير من حصته، عبّر الشارع الطرابلسي عن امتعاضه من تلك التصريحات.

وتساءل عدد من المواطنين كيف يحق للحريري ان يعطي القوات اللبنانية ما تريده من حصص وهو اليوم يرفض مطالب المعارضة السنية المحقة، وأيدوا مقولة النائب كرامي بأن الحريري يضحّي من أجل كل الطوائف إلا الطائفة السنية!

كما لفت عدد من المواطنين الى أن المسألة باتت تتعلق بأن تيار المستقبل لم يستوعب خسارته في الانتخابات النيابية بفعل القانون النسبي لذلك بدأ يلجأ الى لغة التحريض وتحريك الشارع والدعوة الى الاعتصام والتظاهر دعمًا للحريري ومواقفه، لكن كل ذلك لم يؤتِ ثماره في الشارع الطرابلسي الذي رفض فكرة استخدامه كمنصة للدفاع وهذا ما دفع الأمين العام للمستقبل احمد الحريري لوقف جولاته في طرابلس بعد نصائح تلقاها بأن لغة الشارع مرفوضة وكل شارع سيُواجَه بشارع آخر وهو ما يرفضه اهالي الشمال جملة وتفصيلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *