“واشنطن بوست”: مواجهة أكاذيب بن سلمان ووحشيته سابقة على نهاية الحرب في اليمن

علقت صحيفة “واشنطن بوست” على تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار في اليمن متسائلة إن كانت قادرة على إقناع السعوديين. وجاء في افتتاحيتها أن الإدارة قررت يوم الثلاثاء اتخاذ خطوة للإمام على طريق تعديل العلاقة مع السعودية في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع جثته في داخل القنصلية السعودية في اسطنبول حيث دعت لوقف الأعمال العدوانية في اليمن حيث يقود السعوديون حملة عسكرية بشعة في اليمن أدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم. وكان التدخل السعودي واحدا من سلسلة مغامرات متهورة قام بها الأمير محمد بن سلمان والتي أضرت بالمصالح الأمريكية والتي وصلت ذروتها في جريمة اغتيال خاشقجي يوم 2 تشرين الاول (أكتوبر) .

وتقول الصحيفة إن اليمن هي المكان الذي تحتاج فيه الولايات المتحدة التحرك بشكل عاجل من أجل احتواء الضرر الذي سببه ولي العهد. فعندما بدأت الحملة السعودية في عام 2015 توقع محمد بن سلمان أن تنتهي الحملة سريعا ويهزم المتمردين الحوثيين الذين سيطرو على العاصمة اليمنية، صنعاء وأطاحوا بالحكومة التي تدعمها السعودية. وبعد ثلاثة أعوام لا يقترب الأمير الواثق من تحقيق الهدف، بل على العكس وحسب الأمم المتحدة قتل وجرح أكثر من 16.000 يمني، معظمهم بسبب الغارات الجوية السعودية وحلفاءها التي ضربت المدارس والمستشفيات وحفلات الأعراس والجنازات ومجالس العزاء وحافلة طلاب المدرسة في آب (أغسطس) والتي قتل فيها أكثر من 50 شخصا معظمهم من أطفال المدرسة.

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن هناك 14 مليون من بين 28 مليون نسمة يعيشون على حافة المجاعة، وأكثر من مليون نسمة يعانون من مرض الكوليرا في أكبر كارثة يشهدها العالم في التاريخ. وحتى الأسبوع الماضي كانت إدارة ترامب قد قدمت دعما كلاميا لمهمة الأمم المتحدة للسلام في اليمن وواصلت في الوقت نفسه دعمها للحملة السعودية من خلال توفير الوقود للطائرات السعودية والاستهداف. وقدمت الولايات المتحدة القنبلة التي قتلت 40 طفلا في الحافلة المدرسية، حيث اشترتها السعودية من شركة أمريكية.

ولأن الكونغرس يدعو إلى قطع كل أشكال الدعم الأمريكي للسعودية في اليمن تقدمت الإدارة بسلسلة من المعايير لتخفيف التصعيد في الحرب هناك. وفي بيان وزير الخارجية مايك بومبيو والذي دعا فيه الحوثيين إلى التوقف أولا عن إطلاق الصواريخ على السعودية وبعدها “ستتوقف الغارات السعودية على كل المناطق الآهلة بالسكان”. ودعا بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس لبدء جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) والتركيز على إجراءات بناء الثقة بما في ذلك نزع الأسلحة عن الحدود ووضع كل الأسلحة الثقيلة تحت رقابة دولية. وتعلق الصحيفة ان الصيغة تميل على ما تبدو لصالح السعوديين.

ويرى المراقبون الدوليون أن هناك أسبابا لها. فالحوثيون الذي رفضوا المشاركة في محادثات جنيف التي دعا إليها المبعوث الدولي في إيلول (سبتمبر) ولا يزالون يسيطرون على العاصمة وميناء الحديدة قد ينظرون إلى وقف إطلاق النار كانتصار لا تخفيف من حدة العمليات العسكرية. ويحاول مسؤولو الأمم المتحدة دفع المتمردين الذين يحصلون على دعم من إيران لاتخاذ الخطوات اللازمة وإظهار أنهم جادون في عمل السلام كما يقولون.

وتقول السعودية إنها منفتحة على السلام لكن مناوراتها تشبه تلك التي استخدمتها عقب مقتل خاشقجي. وبعد ضرب الحافلة المدرسية قال السعوديون إنها هدف شرعي وبعد ذلك قالت إنه حادث ثم اعتبرته عملية مارقة بعد الغضب الدولي، ووعدت بالتحقيق فيه ومعاقبة المسؤولين عنه.

ولو كانت إدارة ترامب جادة في وضع حد لهذه الحرب الكارثية فعليها أن تواجه أولا أكاذيب محمد بن سلمان ووحشيته أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *