المعلّق العسكري يوسي يهوشع – صحيفة “يديعوت أحرونوت”
في الظاهر، كان يفترض بهذا الأسبوع أن يكون الأكثر هدوءا في علاقات غزة. أعمال “الشغب” على الجدار والتي جلبت معها جولات قتالية لا تنتهي منذ شهر آذار، أي منذ أن اندلعت مسيرات العودة. إدخال الاموال القطرية في الاسبوع الماضي والمظاهرات المعتدلة نسبيًا على طول الجدار يوم الجمعة لن ينجح في الحفاظ على الهدوء.
كما رأينا أمس – كانت هذه مجرد هدوء ما قبل العاصفة. يمكن من جهة البحث عن الاسباب ومرة اخرى اتهام انفسنا بشدة الجولة الحالية، اذ في نهاية المطاف كان يدور الحديث عن عملية بادر إليها الجيش “الاسرائيلي” في عمق قطاع غزة ليلة أول امس وتعقدت، لكن من جهة اخرى يمكن وربما ينبغي ان نرى هذا بشكل مغاير.
في الاشتباك فقدت حماس قائد كتيبة خانيونس و 6 مقاتلين آخرين. وتلقى الجيش الاسرائيلي هو الآخر ضربة أليمة: مقاتل كبير برتبة مقدم في وحدة مختارة. من ناحية حماس – على الرغم من أنها تلقت ضربات شديدة – إلّا أنها سجلت إنجازًا في إحباط العملية وفي جباية ثمن من “اسرائيل”. ولهذا فقد ردت أثناء الليل بين يوم الاحد والاثنين بنارٍ محدودة نحو “الغلاف”، تضمنت إطلاق بضع قذائف هاون نحو “البلدات” في جنوب القطاع.
فَهِمَ الجيش “الاسرائيلي” أن هذا تنفيس، وامتنع عن الرد على النار في اطار المحاولات لإعادة وقف النار. ومع ذلك، تقرر في قيادة الجبهة الداخلية عدم السماح بالدراسة امس على الرغم من الهدوء الذي ساد في الجنوب. رؤساء السلطات المحلية احتجوا على عدم إشراكهم في قرار الجيش.
بعد الساعة الرابعة عصرًا بقليل عادت النار لتندلع: بدأت “حماس” بضربة افتتاحية خاصة من جانبها في رد على الحادثة التي تجاوزت التوازن، وعمليًا أشارت الى أن الردع “الاسرائيلي” الذي كان قد تحقق في “الجرف الصامد” تآكل – ان لم يكن قد اختفى. وبالتوازي، فإن صاروخًا مضادًا للدروع متطورًا من طراز كورنيت أُطلق نحو باص يقلّ جنودًا. فنزل الجنود منه قبل بضع دقائق من ذلك، لكن جنديًا اصيب بجراح خطيرة.
في غضون ساعة تواصل القصف: اكثر من 300 صاروخ وقذيفة هاون أُطلقت على “اسرائيل” من القطاع. الجيش ردّ بالنار: بدأت طائرات سلاح الجو امس بقصف مبانٍ في غزة، ومنها محطة تلفزيون “الاقصى” لحماس التي دُمّرت، فيما بدأ الجيش بدفع قوات نحو الحدود وهاجم سلاح الجو قرابة المئة هدف في القطاع تضمن قيادات، مخازن، وسائل اطلاق لـ”حماس” و”الجهاد الاسلامي”. على ما يبدو ليس هذا هو ما سيُعيد الردع لـ”اسرائيل”: عندما يسمع يحيى السنوار، قبل يوم من ذلك فقط، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفعل كل شيء كي يحقق تسوية ويتحدث عن أن الحل الافضل هو الهدوء – وذلك على الرغم من السلوك العنيف والتصعيدي من جانب حماس – فإن السنوار يفهم عندها بأن بوسعه أن يشدّ الحبل بل وأن يُصعّد النار. من ناحيته ليس لديه حقًا ما يخشاه، لأن الردّ الشديد على ما يبدو لن يأتي.
إن من يريد في “اسرائيل” تسوية عليه أن يفهم اذا كنا سنسير نحو التسوية، فإننا ملزمون بان نصل اليها فقط من موقع قوّة.