عاموس هرئيل – صحيفة “هآرتس”
طلبت لجنة الخارجية والامن في الكنيست، إلى المؤسسة الأمنية الحصول على تقرير سري حول ظروف العملية الخاصة للجيش “الإسرائيلي” في قطاع غزة قبل نحو أسبوعين، والتي قتل خلالها المقدم (م) وأصيب ضابط آخر في اشتباك مع عناصر “حماس”.
منذ وقوع الحادث في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، شرق خان يونس، تم فرض تعتيم إعلامي كبير في الجانب “الإسرائيلي” حول أسباب الحادثة، والرقابة العسكرية طلبت إلى وسائل الإعلام عدم نشر الصور التي وزعتها حماس.
الحادثة في قطاع غزة هي الحادثة الثالثة على الأقل في العقد الأخير، التي تقول فيها وسائل إعلام عربية بأنه تم كشف نشاطات استخباراتية سرية وهامة لـ”تل أبيب”، والمرة الوحيدة التي تعترف فيها إسرائيل بأن الأمر يتعلق فعلًا بنشاط لها تمّ الكشف عنه. الحادثتان السابقتان هما كشفُ شبكات التجسس المتشعّبة التي نُسبت لـ”إسرائيل” في لبنان عام 2009 واغتيال شخصية بارزة في حماس، محمود المبحوح عام 2010، التي في أعقابها ادعت السلطات في دبي أن عناصر من الموساد كانوا متورطين بعملية الاغتيال.
أيضًا في أحداث سابقة والتي اعتُبرت فشلًا لجهاز الاستخبارات، جرت تحقيقات داخلية في أذرع الاستخبارات ذات الصلة. تحقيقات كهذه رافقتها غير مرة صراعات قوى بين أذرع أجهزة الاستخبارت المختلفة، في حروب على تصنيف “حدود قطاع” مسؤولية كل جهاز وأحيانًا أيضًا باتهمامات متبادلة.
بطبيعة الحال، وبسبب خصوصية العمليات الخاصة، المؤسسة الأمنية غير معنية بإشراك الجمهور بالعبر المفصلة من العملية والتفسيرات حول أسباب فشلها. مع ذلك، هناك أهمية لرقابة خارجية برلمانية حول التحقيقات الداخلية، عن طريق لجنة الخارجية والأمن. هناك تحفّظ لدى المستوى السياسي وجهاز الإستخبارات بإشراك جهات خارجية في النتائج المفصّلة للتحقيقات. الذريعة الرسمية هي خشية من أضرار أمنية، لكن عمليًا الأمر يرتبط أحياناً بخشية المسؤولين من أن يلتصق بهم الإدعاء بالمسؤولية عن الفشل.
في المقابل، يبدو أن جهود حماس مستمرة- وربما يشاركها في ذلك أيضًا عناصر من الحرس الثوري الإيراني- من أجل حل لغز أسلوب العمل “الإسرائيلي” ورؤية ما إذا كان بالإمكان استخلاص العبر منها. إيران، بشكل خاص، خبيرة في تحليل أحداث كهذه بهدف تحسين تشكيل الدفاع والحماية لديها ولدى المنظمات التي تعمل بمساعدتها.
التورط بالقرب من خان يونس لن يؤدي إلى نهاية العمليات السرية لـ”إسرائيل” في القطاع. المعنيون في المؤسسة الأمنية يقولون إن عمليات كهذه ضرورية وتنفيذها سيستمر، من اللحظة التي سيتم فيها دراسة العبر ذات الصلة من الحادثة الأخيرة.
مع ذلك، يبدو أنه كما في قضية إسقاط طائرة الاستخبارات الروسية في سوريا قبل نحو شهرين، التي قيّدت حرية عمل “إسرائيل” في سوريا، يدور الحديث هذه المرة عن حادثة سيكون لها تداعيات أيضًا.