كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن الدور الذي لعبه المستشاران في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني وتركي آل الشيخ لرفع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى سدة الحكم، وعن المهام الموكلة إليهما لتكريس سلطته.
وتحت عنوان “خلف صعود أمير سعودي، هناك اثنان من الموالين المخلصين”، نشرت الصحيفة الأميركية تقريرًا مطولًا قالت في بدايته عندما عقد ولي العهد السعودي هذا الربيع مأدبة عشاء في الهواء الطلق لعدد من الزعماء العرب في أجواء عائلية، جلس بجانب الملوك والأمراء والرؤساء شخصان لا يتمتعان بالكثير من المؤهلات سوى ولائهما للأمير الشاب، وهما الشّاعر الذي أصبح يدير الحملات الإعلامية “الشريرة” سعود القحطاني (40 عامًا)، ورجل الأمن السابق الذي بات يدير دفة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ (37 عامًا).
وأكد التقرير أن الرجلين لعبا أدوارًا محورية في العديد من المغامرات الجريئة التي ميزت سباق محمد بن سلمان إلى السلطة، بدءًا بالإطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف، ثم احتجاز العشرات من الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض، واختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وفرض الحصار على قطر، والأزمة الدبلوماسية مع كندا.
وتقول الباحثة في معهد دول الخليج العربي بواشنطن كريستين سميث ديوان إنهما “أقرب الناس إلى ولي العهد”، فهما الذراعان اللتان ينفذ بهما سياساته في الداخل والخارج.
بدوره، يقول السفير الكندي السابق في الرياض دنيس هوراك، الذي طردته السعودية في أغسطس/آب بسبب مطالبة كندا بالإفراج عن ناشطين حقوقيين محتجزين، إن المستشارين الشابين لا يحملان أيّة صفة دبلوماسية ولا يشغلان منصبًا له علاقة بالشؤون الخارجية، ومع ذلك فإن الضيوف الأجانب غالبًا ما يبحثون عنهما بسبب تأثيرهما على محمد بن سلمان.
وبحسب “نيويورك تايمز”، يبدو ولي العهد أكثر اهتمامًا بخبرة القحطاني في فهم أسرار العائلة المالكة، فهو ستغل هذه الخبرة في التخطيط لصعوده وإلغاء منافسيه من الأمراء، كما أن خبرة القحطاني في القرصنة منذ عام 2009 مهدت له الطريق لاكتساب ثقة ولي العهد في إدارة برامج التجسس ضد المعارضين.
أما آل الشيخ، فتمكّن من شق طريقه نحو الأمير عبر روح الدّعابة والولاء الشّديد، فكافأه محمد بن سلمان بميزانية لا حدود لها لجعل المملكة منافسا دوليًا في التنس والملاكمة وكرة القدم وغيرها من الرياضات، كما بلغ طموح آل الشيخ استقدام أبطال المصارعة الحرة الأميركيين للعب على حلبات الرياض.
ومن أهم المهمات التي أوكلت إلى هذين الشخصين بحسب الصحيفة، احتجازهما لمحمد بن نايف في يونيو/حزيران 2017، والضغط عليه طوال الليل تحت التهديد حتى وافق على التخلي عن حقه بالعرش، ثم إطلاق القحطاني حملة شائعات ضد محمد بن نايف تزعم أن إدمانه على الكوكايين كان وراء خلعه.
وعندما احتجز ولي العهد العشرات من رجال الأعمال وأقربائه في فندق ريتز كارلتون بذريعة مكافحة الفساد، لعب الرجلان دور المحققين لإجبارهم على التخلي عن جزء من ثرواتهم.
وأكد التقرير أيضًا أن الرجلين لعبا دورًا جوهريًا في حملة الشتائم ضد قطر منذ إعلان الحصار عليها في الشهر نفسه، كما أرغم القحطاني شبكة “أم بي سي” على وقف بثّ المسلسلات التركية بسبب دعم تركيا لقطر، مما كلّف الشبكة خسائر كبيرة.