نهاية حكم ترامب سيكون على أيدي الديمقراطيين

رأت مجلة “فورين بوليس” ان فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب الاميركي يؤكد ان رؤية الرئيس الاميركي دونالد ترامب للولايات المتحدة كدولة انعزالية لا تحظى بتأييد الشعب الاميركي.

وأضافت المجلة في تقرير نشرته اليوم الخميس، ان “فوز الديمقراطيين يعني فرض مراقبة شديدة على ترامب، ما يشكل تحد صعب له في الانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة عام 2020”. وتابعت ان “هذا الفوز يشير إلى معارضة عدد كبير من الأميركيين لسياسات وأسلوب ترامب تماما كرفض الكثيرين في الخارج لهذه السياسة”.

ولفت التقرير إلى تحقيقات قاسية سيجريها مجلس النواب حول سياسة ترامب وإدارته، متوقعا ان تنظر العديد من اللجان في عائدات ترامب الضريبية وتعاملاته التجارية، وما يقال عن “تبييض أموال”، بالإضافة إلى “دور أفراد من اسرته بتواطؤ مزعوم مع روسيا”.

وذكر التقرير ان كل هذه العناوين السلبية قد تقوض قدرة ترامب على استقطاب الناخبين بالإنتخابات الرئاسية القادمة، خاصة إذا ما ادت تحقيقات روبرت مولر حول علاقات الرئيس الاميركي مع روسيا إلى مطالبات بعزله.

كما أضاف ان الديمقراطيين في مجلس النواب سيحاولون منع تمرير مشاريع حول الإنفاق العسكري وملفات اخرى، كفكرة بناء جدار على الحدود مع المكسيك. وقال انه من المتوقع ان يعقد الديمقراطيون جلسات استماع حول انسحاب ترامب من اتفاقيات، كالاتفاق النووي مع ايران واتفاقية المناخ.

ورجح التقرير ان يعقد الديمقراطيون بعد حصولهم على غالبية مقاعد مجلس النواب جلسات استماع حول الدعم الاميركي للسعودية في الحرب على اليمن و”حروب سرية اخرى”. وذكّر انه “في أواخر تشرين الاول/اكتوبر الماضي وجه عدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين رسالة مكتوبة إلى ترامب، حذروا فيها من الانسحاب من معاهدة الحد من التسلح، معتبرين ان هذه الخطوة ستؤدي الى حالة انقسام لدى حلفاء اميركا ما يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

وأردف انه “مع تولي النواب الديمقراطيين رئاسة لجان المجلس، فإنهم سيعملون على عقد جلسات استماعية تجبر إدارة ترامب على شرح مخططاتها”.

فوز الديمقراطيين بمجلس النواب نبأ غير سار للسعودية والأمارات

بدوره، رأى الكاتب جورجيو كافييرو في مقالة نشرت على موقع “Lobelog”، ان استعادة الحزب الديمقراطي لغالبية مقاعد المجلس تشكل تحديا جديدا للبيت الابيض، مشيرا إلى ان ضغوط الكونغرس قد تؤثر على كيفية تعاطي ترامب مع الحرب على اليمن.

وأضاف الكاتب انه “قبيل الانتخابات النصفية الاميركية، ازدادت نسبة المعارضة في الكونغرس للدور الاميركي في الحرب على اليمن”، وقال : “في وقت جاء الغضب من الديمقراطيين، إلا ان عددا متزايدا من المشرعين الجمهوريين اعربوا عن قلقهم من هذه الحرب”.

الكاتب قال ان بعد قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، باتت هناك إمكانية حقيقة لحصول مجلس النواب والغالبية الديمقراطية على عدد الأصوات الكافية لوقف الدعم العسكري الاميركي للحرب على اليمن.

كما لفت الكاتب الى ان النائب الديمقراطي روو خان يقود مساعي الديمقراطيين للتصويت على القرار يوقف الدعم العسكري الاميركي للحرب على اليمن، مضيفا انه “مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، فإن خان وحلفائه في الكونغرس قد يفرضون تصويتا على هذا القرار العام المقبل”.

وتابع الكاتب انه “بالنسبة الى العديد من الديمقراطيين، اصبحت سياسة ترامب الخارجية بمثابة “سياسة المعاملات”. وقال : “بينما يرفع معارضو ترامب في الكونغرس الصوت حيال علاقاته الوطيدة بالسعودية وسط الضجيج المتعلق بمقتل خاشقجي، فان العلاقة بين واشنطن والرياض اصبحت ملفا داخليا في الولايات المتحدة”، واضاف : “خلافاً لعام 2016، فإن مسؤولية واشنطن في الكارثة الإنسانية اليمنية، كانت من النقاط التي تطرق إليها المرشحون الديمقراطيون خلال الحملات الانتخابية”.

الكاتب توقع ان يحتدم النقاش العام المقبل حول الحرب على اليمن في حال واصل البيت الابيض صفقات السلاح مع الرياض وأبو ظبي دون ان تتوقف هذه الاطراف عن حملة القصف في اليمن. كما تحدث الكاتب عن احتمالات كبيرة ان يسلط مجلس النواب الضوء على الكارثة في اليمن من اجل الضغط على الادارة الاميركية لتغير مسارها. وشدد على ان نتائج الانتخابات النصفية الاميركية هي من دون ادنى شك، انباء غير سارة للرياض وابو ظبي، وقال ان منتقدي سياسة ادارة ترامب سيدققون اكثر فاكثر بسلوك السعودية والامارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *