بدأت الحكومة الموريتانية أمس إجراءات فتح مركز لتأهيل وتكوين العلماء بمدينة أكجوجت شمال البلاد، بديلا عن مركز تكوين العلماء المحسوب على الإخوان.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع قليلة من قيام الحكومة بسحب ترخيص “مركز تكوين العلماء” الذي يشرف عليه الشيخ محمد الحسن الددو، وهو عالم شاب ذائع الصيت وتعتبره الحكومة الأب الروحي لإخوان موريتانيا.
وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون مع رابطة علماء موريتانيا الإشراف على افتتاح وتسيير المركز الجديد الذي يحمل اسم “المحظرة النموذجية لتكوين وتأهيل العلماء”.
والتقى وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني أحمد ولد أهل داوود أواخر أكتوبر المنصرم، في نواكشوط بالسفير السعودي هزاع بن ضاوي المطيري، وبحث معه تأسيس المركز الجديد البديل عن المركز المحسوب على جماعة الإخوان رغم نفي رئيسه الشيخ الددو لذلك.
وذكرت مصادر في قطاع الشؤون الإسلامية الموريتاني “أن الحكومتين السعودية والإماراتية متحمستان لدعم تأسيس المركز الجديد ضمن حربهما المتواصلة على الإخوان”.
وفيما بدأت إجراءات فتح هذا المركز، تابع آباء ووكلاء تلاميذ وطلبة مركز تكوين العلماء التابع للشيخ الددو احتجاجاتهم أمام رئاسة الجمهورية وأمام مقر المركز الذي يخضع منذ أكثر من شهر لحراسة مشددة من طرف الشرطة.
وشكا آباء ووكلاء تلاميذ وطلبة مركز تكوين العلماء في رسالة للرئيس مما سموه “عظيم الضرر الذي ألحقه هذا القرار المفاجئ والغير متوقع بنا وبأبنائنا، فأنتم السيد الرئيس، وباعتباركم أبا لكل الموريتانيين لا شك مطلعون على صعوبة ظروف هذا العصر، وصعوبة تربية الأبناء فيه تربية سليمة ومناسبة”.
وأضاف الآباء والوكلاء: “لقد وجدنا في مركز تكوين العلماء ضالتنا المنشودة وأملنا المرتقب، فهو مؤسسة تجمع بين حسنات وإيجابيات نظامنا المحظري (التقليدي) الأصيل ومزايا المدرسة الحديثة؛ ويتولى التكوين فيه نخبة من العلماء ورجال التربية المشهود لهم بالاستقامة والأمانة والتجربة والخبرة، وكان المركز مع ما يقوم به من مهام التربية والتعليم يتولى عنا كل الأعباء المترتبة على تدريس أبنائنا من مسكن لائق ومطعم مناسب ورعاية صحية”.
هذا وقابل المدونون افتتاح الحكومة لمركز بديل عن مركز تكوين العلماء بتدوينات ساخرة، حيث أكد العالم المدرس أبو محمد محمد الحسن في تعليق له على القرار: “فتح مركز تكوين وتأهيل العلماء باگجوجت، نوع من خشقجة طلاب المدارس الدينية، ليس إلا”.
وكتب المدون البارز محمد محفوظ ولد أحمد في تعليق آخر: “مهما يكن فإن إنشاء مركز أكجوجت مبادرة جيدة مباركة مرحب بها، لكنها لا تبرر إغلاق مركز تكوين العلماء في نواكشوط، ولا تلغي الحاجة الماسة لفتحه؛ بل بالعكس تزيد الحاجة إليه وإلى خريجيه وتجربته الرائدة، بل من الحسن تعميم هذه المراكز على مناطق الوطن الأخرى، وعلى كل حال تستحق أكجوجت مثل هذا المركز؛ فهي عاصمة أرض العلم والعلماء، ومركز الإشعاع العلمي الذي أضاء أرجاء هذه البلاد وغيرها”.