اقتطع الجدار التركي العازل على الحدود مع سوريا مساحات شاسعة من القرى الحدودية وشوه المناطق السياحية والسكنية متعديا على حقوق وأرزاق السوريين.
“كسب”، إحدى البلدات التي اخترق أراضيها الجدار التركي، قاهرا مئات الفلاحين الذين خسروا أرض أجدادهم ومصدر رزقهم في أراض سورية ظلت مفتوحة بين البلدين منذ الأزل.
“أبو حنا” الرجل الخمسيني، وأحد المزارعين في بلدة “كسب” عبر عن غضبه جراء الخروقات التركية اللامحدودة التي قضمت أجزاء من ممتلكات الفلاحين، كما كان بناء الجدار العازل الذي يمتد من الحدود وحتى البحر المتوسط سببا في ابتلاع نبعة الماء التي تجاور أرضه فلم يبق منها حسب وصفه سوى صوتها الذي يصدح من خلف الجدار الإسمنتي البالغ ارتفاعه مع الشريط الشائك خمسة أمتار.
وطالب أبوحنا المنظمات الدولية بالنظر في التجاوزات التي تصدر عن الحكومة التركية واصفا إياها بالاستعمارية، لكونها أتت أحادية دون موافقة الحكومة السورية.
كما قال إن المرحلة السابقة والمرتبطة بالحرب السورية بينت عن قرب النوايا التركية التي وصلت إلى حد العداء العلني للشعب السوري الذي دفع دمه في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، الذين سهل الجيش التركي عبورهم وأقام لهم التجمعات في مخيم “يلدا” المتاخم لبلدته “كسب”.
وتشهد الأجواء السياسية الإقليمية تغيرات جذرية فيما يخص الملف السوري وخاصة بعد دخول الوساطة الروسية التي عدلت في قرارات الحكومات المتورطة في الحرب السورية وفي مقدمتها تركيا.
وتعد كسب بلدة سياحية تابعة لمحافظة اللاذقية في سوريا، وهي واحدة من أهم وأجمل المصايف فيها. تقع كسب بين الغابات على الجبل الأقرع بارتفاع أكثر من 800 م فوق سطح البحر وتطل على البحر الأبيض المتوسط. وقد شهدت اقبالا للسياح بعد تصوير حلقات من مسلسل ضيعة ضايعة عامي 2008 و2010 .