رئيس وفد المسيحيين الإنجيليين الذي زار السعودية والتقى ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان الخميس الماضي، كشف مزيدا من التفاصيل عما سمعه في اللقاء.
وقال جويل روزنبرغ الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والأمريكية لصحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية إن بن سلمان كشف لهم معلومات حول محاولة لاغتياله تم إحباطها.
وذكرت الصحيفة أن بن سلمان أكد للوفد أن السلطات المصرية اعتقلت خلية إرهابية في شمال سيناء من ضمنها مواطنون سعوديون، وأن تلك الخلية “كانت تخطط لاغتياله”.
وبحسب تقرير الصحيفة؛ قال روزنبرغ إن بن سلمان أبلغ الوفد أيضا أن رئيس الاستخبارات المصرية قام مؤخرا بزيارة السعودية على خلفية القضية.
بن سلمان أبلغ وفد الإنجيليين أيضا أن رئيس الاستخبارات المصرية قام مؤخرا بزيارة السعودية على خلفية القضية
وقال روزنبرغ إن محمد بن سلمان كان مستعدا لمناقشة مقتل الصحافي خاشقجي وفهم القلق الجاري بشأنه، ولكنه أكد أن القتل لن يوقفه عن الإصلاح، مضيفا: “أعدائي يريدون استغلاله للحد الأقصى”.
وتابع روزنبرغ أن بن سلمان قال يقاتل “المتطرفين في حربهم الأيديولوجية وحربهم الجسدية”، مضيفا أنه قدم خطة عن التحالف مع الولايات المتحدة بهذا الشأن.
وربطت الصحيفة بين زيارة الوفد الإنجيلي مؤخرا إلى بن سلمان، وزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان، إذ أن الإنجيليين لديهم صلات بالاسرائيليين، ولعبوا دورا هاما في إقناع ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وبالنسبة لروزنبرغ الحامل للجنسية الإسرائيلية إضافة إلى الأمريكية، فقد جاءت زيارة الإنجيليين إلى الرياض نتاجاً لمناقشات مماثلة. وقضى الأمير مع الوفد ساعات.
وضم الوفد الزائر للرياض الذي التقى بن سلمان، مايك إيفانز، عضو لجنة الإنجيلية للرئيس دونالد ترامب، وجيري جونسون، المدير التنفيذي للإذاعة الوطنية الدينية والنائبة السابقة في الكونغرس ميشيل بنتشمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الزيارة وبرغم أنها جاءت بعد مقتل خاشقجي إلا أنها مرتبة سابقا”، مضيفة أن الوفد “صلّى من أجلها واستنتج أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يوجه البلد دعوة للحوار مع المسيحيين الإنجيليين”.
وجاءت زيارة روزنبرغ للرياض بعد اجتماعه مع يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن. واقترح العتيبة على الوفد مقابلة السعوديين. ودعاه لجلب الوفد إلى الإمارات.
وبالعودة إلى زيارة الرياض، قال روزنبرغ إن ولي العهد بدأ اللقاء بالحديث عن الرموز التاريخية في الشرق الأوسط مثل جمال عبد الناصر والثورة الإسلامية في إيران وآية الله الخميني.
وتابع أن بن سلمان اتهمهم بـ”تدمير المنطقة، والتسبب بمشاكل كبيرة للسعودية”. وقال: “هذه منطقة صعبة ولدينا أعداء كثر، إيران والإخوان المسلمين وحزب الله والقاعدة وحماس وتنظيم الدولة وغيرهم”.
وأضاف أن “الإيرانيين متطرفون والإخوان متطرفون. وهناك متطرفون كثر ولن نسمح لهم بالفوز”.
وزعم بن سلمان أنه وبحسب استطلاعات، فإن “نسبة المتطرفين في السعودية عام 2015 كانت 30 في المئة، بينما المنفتحين 10 في المئة فقط، أما اليوم فوصلت نسبة المنفتحين إلى 40 في المئة، وتقلصت نسبة المتطرفين إلى 5 في المئة”.
وأوضحت الصحيفة أن “لقاء بن سلمان مع وفد الإنجيليين يساعد على توضيح أفكاره لـ60 مليون إنجيلي أمريكي ومئات الملايين حول العالم، ويظهر أن السعودية منفتحة على الحوار مع المسيحيين”.
وتحدث روزنبرغ مع ولي العهد عن إسرائيل قائلا: “من الحق القول إن هناك 60 مليون إنجيلي أمريكي يحبون إسرائيل والفلسطينيين ويتطلعون للزعيم العربي الذي يريد صناعة السلام”.
وطرح الوفد موضوع المسيحيين في السعودية وإن كان سيمنح إذنا ببناء الكنائس، فرد قائلا: “لن أفعل ذلك الآن”.
واجتمع الوفد مع رئيس رابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى الذي قال إن وفدا من الرابطة سيزور القدس العام المقبل.
وكان موقع أمريكي قد نقل تفاصيل أخرى حول حيثيات اللقاء، وما سمعه الوفد من ولي العهد السعودي، حيث أشار إلى أنه سيعاقب المسؤولين عن قتل الصحافي جمال خاشقجي. ولكنه أكد على أهمية أن لا تحرف أزمة خاشقجي التركيز عن التهديد الإيراني في المنطقة والعالم.
ونقل الموقع عن جويل روزنبرغ، أن ولي العهد السعودي هاجم الرئيس رجب طيب أردوغان والإيرانيين وحتى الروس، وقال إن “أعداءه يحاولون استغلال الوضع وجعله أسوأ”.
وقال روزنبرغ: “قال، إسمع، أنا أعتقل الأشخاص وأعزلهم، إيران؟ عندما يقتلون الناس، هل يعتقلون أشخاصا؟ لا بل ترفع وماذا عن الروس والأتراك؟”.