رأى الكاتب فيليب غوردون في مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” ان أكثر من 3 أعوام على شن عدوان على اليمن، كانت كفيلة لتصبح حركة “أنصار الله” اليمنية اقوى من اي وقت مضى، مؤكدا ان “الحرب على اليمن فشلت بكافة المقاييس تقريباً”.
الكاتب الذي سبق ان شغل منصب منسق البيت الابيض للشرق الاوسط و شمال أفريقيا و منطقة الخليج بين عامي 2013 و2015 خلال حقبة أوباما، اعتبر ان ما أسماه “نفوذ إيران في اليمن ازداد وان إرهابيي “القاعدة” لا زالوا يشكلون تهديدا إرهابيا كبيرا في اليمن”، مشيرا إلى ان “المعاناة في اليمن قد تشكل الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم”.
وحذر الكاتب في مقالة تحت عنوان : “حرب السعودية على اليمن قد فشلت”، من ان سمعة السعودية تعاني من أضرار جسيمة داخل الولايات المتحدة والعالم، لافتاً إلى ان السمعة مسألة حيوية فيما يتعلق بطموحات السعودية لتحديث البلاد وجعلها مكان سياحياً.
واستبعد الكاتب ان يتحقق هدف استبدال السلطة في اليمن حتى على الأمد الطويل، وكشف ان “مسؤولين سعوديين قالوا له خلف الكواليس على مدار الاعوام الثلاث والنصف الماضية ان الحرب على اليمن لا تسير بشكل جيد”.
واشنطن قامت بتدمير اليمن
وفي سياق متصل، أشار الكاتب دانيال دوباتري في مقالة نشرها موقع “ناشيونال انترست” إلى ان ما يزيد عن 24 مسؤولا في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما كتبوا رسالة الأسبوع الماضي دعوا فيها إدارة ترامب إلى وقف دعمه لتحالف قوى العدوان على اليمن (اي السعودية والإمارات تحديدا).
ولفت الكاتب في مقالة تحت عنوان : “كيف دمرت واشنطن اليمن”، الى ان الرسالة هذه جاءت بعد أيام من إعلان وزارة الحرب الاميركية (البنتاغون) وقف تزويد الطائرات السعودية والإمارتية بالوقود، موضحا ان من بين الموقعين على الرسالة نائب وزير الخارجية السابق طوني بلينكن والسفيرة الاميركية السابقة لدى الامم المتحدة سامانثا باور و مدير “سي اي ايه” السابق جون برينين و نائب مستشار الامن القومي السابق بين رودس.
وقال الكاتب إنه “بعد مرور ثلاثة أعوام و نصف على تقديم الولايات المتحدة الدعم العسكري للرياض وأبوظبي، كان النتيجة “هزيمة إنسانية” دون تحقيق أي هدف استراتيجي أو نهاية في الافق. و أشار إلى ان تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” (الأسم المعتمد لتنظيم “القاعدة” في اليمن) استغل الحرب بأشكال عدة وقام بسرقة مئات ملايين الدولارات من المصارف وجنّد المزيد من الإرهابيين في صفوفه.
وأضاف الكاتب ان كلام المسؤولين السابقين في إدارة اوباما جاء في توقيته المناسب، لافتا إلى ان رسالة هؤلاء المسؤولين لا تتضمن اي اعتراف بالتورط الاميركي منذ بداية الحرب على اليمن، واصفاً هذا التورط بانه “غير قابل للتبرير ومشكوك فيه دستورياً”. كما اردف ان موقعي الرسالة، إلى جانب عدم الاعتراف بفشلهم بوقف الحرب، فانهم كذلك اهملوا تحملهم مسؤولية اساسية بوضع أميركا على مسار التورط بالحرب على اليمن”.
وأشار الكاتب إلى ان قيام الولايات المتحدة باعادة تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود، وتقديم الدعم الاستخبارتي للسعوديين، إضافة إلى الدعم الدبلوماسي للرياض في حربها على اليمن، كل ذلك شكل سياسة نفذتها ومولتها إدارة أوباما. ولفت الى ان بعض الذين يدعون الآن إلى انسحاب اميركي، كانوا في السابق يدافعون عن التورط الاميركي عندما عملوا بادارة اوباما.
الكاتب وصف السياسة الاميركية في اليمن بانها تقدم “صورة زائفة”، مشددا على انه لا يمكن “لاي طرف ان ينتصر عسكرياً بهذه الحرب”. وذكر انه في الوقت الذي تتحدث في الولايات المتحدة عن السلام، فانها تواصل تأجيج الحرب من خلال الوقوف الى جانب احد اطراف النزاع”.
وشدد الكاتب على ان مؤسسة السياسة الخارجية الاميركية من كلا الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي” تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في اليمن، مرجحا ان تواصل الولايات المتحدة تدخلها في حروب لا تعنيها على صعيد مصالح امنها القومي، إلا إذا تم اعتماد سياسة خارجية اميركية تستند على شكل من اشكال “ضبط النفس الاستراتيجي”.