عقدت مؤسسة المصطفی (ص) للعلوم والتکنولوجیا في إيران مؤتمرًا صحفيًا بمناسبة اختتام الدورة الأولى من منافسة “کنز العلمیة”، والتي شارك فيها طلاب وباحثون وأساتذة جامعات من 15 بلدًا إسلاميًا.
وقد عُقد المؤتمر أمس، بحسب ما أفادت به اللجنة الإعلامية لمؤسسة المصطفى (ص)، إذ قدم المرشحون النهائيون لنيل الجائزة تفاصيل عن اختراعاتهم العلمية في مجال الطاقة، الاقتصاد، الماء والبيئة، الصحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأفادت اللجنة الإعلامية لمؤسسة المصطفى (ص) أن المنافسة شهدت مشاركة طلاب وأساتذة جامعات وباحثين تحت سن 45 عاماً من 15 بلداً إسلامياً، فيما بلغ المرحلة النهائية باحثون من مالیزیا، إيران، وباكستان، باختراعات متنوعة منها طرق لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة تدوير المياه التي أصبحت من المشاكل الرئيسية التي تهدد العالم الإسلامي الذي يقع في إقليم جاف، وجهاز لقياس ضغط الدم على مدار الساعة وقياس التغييرات الحاصلة في ضغط الدم بعد النشاطات المختلفة.
تحويل مياه البحر المالحة إلى مياه قابلة للشرب وبطرق صديقة للبيئة كان من المواضيع التي ركز عليها المشاركون، اذ تقدموا باختراعات متنوعة.
كما قدم المشاركون أفكارًا تتلخص في دقيقة واحدة، وهو أسلوب حديث لتقديم الأفكار أخذ بالانتشار على الصعيد العالمي، حيث تسمى بـ”أفكار المصعد”، ويعني أن صاحب الفكرة يستطيع تقديم فكرته في المصعد خلال مرافقة مستثمر أو رجل أعمال أو مدير شركة.
بدوره، أشار رئيس لجنة تحكيم منافسة “كنز العلمیة”، سعيد سهراب بور إلى أن المنافسة تعد من النشاطات الجانبية لمؤسسة المصطفى (ص)، لافتًا الى أنه شارك فيها 1045 شخص من 15 بلداً.
وشدد بور على أهمية المواضيع التي اختيرت للمنافسة، اذ بلغ عدد المشاركات أكثر من 500 مشاركة في المجالات كافة.
وأوضح أن الحكام كانوا من أساتذة جامعات مختلفة وأنه تم اختيار الاختراعات ذات التطبيقات العملية، اذ اختار الحكام 3 أعمال باعتبارها الأفضل في كل مجال، وسيتم اختيار العمل الأبرز في كل مجال لنيل الجائزة، فيما يتم تكريم العملين الآخرين أيضاً، وسيتم ترشيح عمل من الخمسة الفائزين للحصول على جائزة “كنز”.
قمري
من جهته، أوضح أمين السر التنفيذي للدورة الأولى من منافسة “كنز” محمد حسين قمري، أن مؤسسة المصطفى (ص) بدأت منذ العام الماضی محاولةً التعرف على العلماء حول العالم وأطلقت “منافسة كنز” بعد تقييم المنافسة العلمية المشابهة على صعيد العالم وتم اختيار اسم “كنز” من الحديث النبوي الشريف: “العلم كنز”.
ولفت الى أن المنافسة تحاول دفع الباحثين إلى عرض اختراعاتهم العلمية والعملية عن طريق مقطع مصور يوضح التطبيق العلمي.
وبحسب قمري، تم تقييم الأعمال من قبل أساتذة الجامعات على مرحلتين، واختير أبرز ثلاث أعمال في كل مجال وتمت دعوة المرشحين للحضور في المراسم الختامية حيث سيتم الإعلان عن الفائزين في كل مجال وفي النهاية سيتم الإعلان عن الفائز المركز الأول في المنافسة.
عمراني
وقد أعلن رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة المصطفى (ص) علي عمراني، عن نية المؤسسة تنمية نشاطاتها، مشددا على أهمية دور الجائزة في نشر العلم.
وأشار إلى أنها قد حققت الاستقلال المالي التام بالاعتماد على تبرعات المسلمين في مختلف الدول، فيما تمضي المؤسسة قدماً في تطوير نشاطاتها وتوثيق التواصل بين العلماء المسلمين حول العالم وتشكيل شبكة للتواصل العلمي بين العلماء المسلمين في مختلف الدول الإسلامية وحتى العلماء المسلمين في الدول غير الإسلامية.
ولفت عمراني إلى أن المؤسسة تسعى لاقامة متحف للفنون على أن تتركز الأعمال فيه حول نبي الرحمة محمد المصطفى (ص).
وأعلن عن قرب إطلاق الدورة التالية لمسابقة “نور” الطلابیة التي تحث طلاب المدارس على الابداع العلمي، لافتًا إلى عقد النسخة القادمة من اجتماعات تبادل الخبرات العلمية (STEP) في جامعة السلطان قابوس في عمان، حيث سيتم عقد اجتماعات للعلماء والمستثمرين بهدف تسويق العلم على هامش اجتماعات تبادل الخبرات العلمية.
صفاري نیا
في سياق متصل، شدد مدير مؤسسة المصطفى (ص) صفاري نیا على أهمية مساعي المؤسسة لتشكيل شبكة علمية للتواصل بين العلماء المسلمين حول العالم، لافتاً إلى جهود المؤسسة في حث مختلف طبقات المجتمعات الإسلامية للمشاركة في إنتاج العلم وابداع الاختراعات العملية.
وأضاف إن “منافسة كنز” هي أولى نشاطات المؤسسة على مستوى الجامعات وستكون نقطة بداية لإطلاق المزيد من النشاطات في الجامعات والتي تضاف إلى اجتماعات تبادل الخبرات التي تقام في الجامعات وستكون النسخة القادمة منها في العاصمة العمانية مسقط، لافتًا إلى استقلال المؤسسة مالياً واعتمدها على المساعدات التي تحصل منها من المسلمين حول العالم والوقف العلمي.
صالحي
كما ألقى مساعد رئیس الجمهوریة الإیرانیة علي أكبر صالحي كلمة، قال فيها إن إقامة هذا النوع من المؤتمرات العملية يمكن أن يؤدي الى تطور العلم في البلدان الإسلامية.
وأضاف “إذا أردنا أن ننتصر في المعركة بين الحق والباطل وأن نثبت حقنا فلا يوجد أمامنا سلاح سوى العلم، ولا يمكن تحقيق النصر بالكلام والرجاء والأماني، بل يجب تحصيل العلم عمليا، وجائزة المصطفى (ص) خطوة كبيرة من أجل تحقيق التفوق العلمي”.
وشدد صالحي على دور المؤسسات العلمية في نشر العلم وتشجيع المجتمع على طلب العلم، مشيرا إلى أن التركيز على تكريم العلماء البارزين لا يؤدي إلى تشجيع أبناء المجتمع على طلب العلم، فيما يجب أن تمهد هذه المؤسسات لنشر العلم وتسليط الضوء على أهمية تحصيل العلم، وهذا ما تبغيه مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا.