إيال زيسر – صحيفة “إسرائيل هيوم”
زيارة رئيس الحكومة نتنياهو إلى سلطنة عُمان هي إشارة مهمة في تطور شبكة العلاقات بين “إسرائيل” ودول الخليج. بعد بنيامين نتنياهو، زار عُمان أيضًا وزير المواصلات يسرائيل كاتس. وزيرة الثقافة ميري ريغيف زارت أبو ظبي. ومن المنتظر أن يصل وزير الاقتصاد، إيلي كوهين، في الأيام القريبة إلى البحرين تلبية لدعوة من حاكم الإمارة.
عرفت العلاقات بين “إسرائيل” والدول الخليجية صعودًا وهبوطًا، لكنها ليست جديدة. إلى جانب العلاقات السياسية، تطورت العلاقات الاقتصادية بصورة كبيرة، والأهمّ منها العلاقات الأمنية، التي تأسّست على تعاون سري، في الأغلب، في مواجهة التحدي الإيراني المشترك. لكن هذه المرة يبرز قرار هذه الدول معًا، منح منظومة العلاقات مع “إسرائيل” تعبيرًا علنيًا، وكذلك أيضًا تقديمها كمصدر للقوة والأمن وليس كمصدر للخجل.
أهمية العلاقة بـ”إسرائيل” ناجمة عن الإدراك أن الأخيرة تحوّلت إلى لاعب إقليمي مهم، يمكن أن يشكل حليفًا استراتيجيًا مهمًا حيال مجموعة من القضايا المصيرية، من المواجهة مع إيران وتحسين العلاقات بالولايات المتحدة، وصولًا إلى التطوير الاقتصادي والأمني في بلادهم.
من المهمّ الإشارة إلى أن موجة الزيارات التي جرت، والتي ستجري، و”البروفيل” العالي الذي أعطي لها، مرّت من دون أن تثير معارضة مهمة، لا في الخليج ولا في أنحاء العالم العربي. هذا الأمر يدلّ على أن مسألة العلاقات مع “إسرائيل” لم تعد تشكل موضوعًا في الخلافات المطروحة على جدول أعمال المجتمع العربي.
الزيارات المغطاة إعلاميًا التي جرت في الأسابيع الأخيرة هي فقط غيضٌ من فيض. العلاقات بين “إسرائيل” ودول العالم العربي تتوسّع وتتشعّب أيضًا مع دول
من خارج الخليج، كل دولة عربية على طريقتها، وبحسب وتيرتها الخاصة، بدءًا من مصر والسعودية وحتى المغرب وتونس، البلدان اللذان يزورهما يوميًا سياح “إسرائيليون”. حتى السودان على وشك أن تحذو حذو السعودية وأن تسمح للطائرات المتوجهة من “إسرائيل” إلى القارة الأفريقية بالعبور في أجوائها. لقد تحطّم السدّ.
لا شكّ أن “إسرائيل” والعالم العربي اجتازا نقطة اللاعودة إلى الوراء في الطريق نحو إنشاء شبكة علاقات مستقرة ووثيقة غير مرتبطة بشيء آخر.