يُثبت الفلسطينيون يوماً تلو آخر، أنّ الأرض لهم، وأنّ حقهم بها لا يسقط بالتقادم، ولا بالوعود، من “وعد بلفور المشؤوم” إلى “وعد ترامب المدفون”.
ويناضل من أجل تحقيق ذلك مَنْ هو فوق الأرض صامداً، وفي الشتات تواقّاً للعودة إلى وطنه.
وأمس، كانت الذكرى الـ 101 لـ”وعد بلفور”، التي أقام الفلسطينيون سلسلة من النشاطات وُجّهت خلالها رسائل متعدّدة، تؤكد ضرورة الاعتذار عن الوعد المشؤوم، واستمرار النضال تأكيداً على أنّ الإحتلال إلى زوال، والدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف آتية لا محال.
ففي إطار التحرّكات السياسية، وصل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أمس (الجمعة)، إلى مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، تلبية لدعوة من نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يلتقيه اليوم، قبل المشاركة في أعمال “منتدى شـباب العالم 2″.
ويرافق الرئيس عباس، عضو اللجنتين التنفيذية لـ”منظّمة التحرير الفلسطينية” والمركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.
وكان في استقبال الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق، في مطار شرم الشيخ الدولي، محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، وسفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، وكوادر سفارة فلسطين في القاهرة، ووكيل جهاز المخابرات المصرية اللواء عمرو حنفي، والوكيل اللواء أيمن بديع، والعميد مصطفى مروان نائب رئيس ملف فلسطين بالجهاز.
ميدانياً، استمرّت مسيرات العودة في جمعتها الـ 32، بعنوان “شعبنا سيسقط الوعد المشؤوم”، التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، والتي تزامنت مع الذكرى 101 لصدور “وعد بلفور” المشؤوم، نتيجة كذبة واهية ووعد بمنح “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
وكان لافتاً في هذه الجمعة عن سابقاتها، وفي مسعى لإفشال مخطّط الإحتلال بإيقاع أكبر نسبة من الخسائر في صفوف المتظاهرين السلميين، دعوة الهيئة إلى التخفيف من حدة التوتّر على السياج الحدودي في ما اعتُبِرَ تنفيذاً لما يتم الحديث عنه من جهود تأتي في إطار التهدئة، التي يجري التداول
بأنّها أصبحت في مراحلها الأخيرة، بين الإحتلال وقطاع غزّة، وهو ما يؤدي إلى إنجاح المساعي المصرية.
وجرت التظاهرات في خانيونس فوق ساتر المخيم الشرقي، بينما تمّت فعاليات المسيرة داخل المخيّم، في ظل عدم وجود أي إطارات مطاطية مشتعلة، كما قلّ جداً عدد البالونات المشتعلة، ولم يشهد باقي المخيّمات إشعالاً للإطارات المطاطية أيضاً.
ورغم ذلك، أُصيب أكثر من 32 مواطناً بإطلاق قوّات الإحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي والمغلّف بالمطاط والقنابل الدخانية، باتجاههم بشكل مباشر، عند الحدود الشرقية لقطاع غزّة، مستهدفة أيضاً النقاط الطبية. شرق خانيونس جنوب القطاع.
هذا، وأكدت الهيئة في مؤتمر صحفي عُقِدَ في منطقة ملكة شرق غزّة، أنّ مسيرات العودة متواصلة ومستمرة، وستكون في المرحلة المقبلة أقوى وأشد بالزخم الجماهيري والشعبي، وتمسّكها بثوابتها ومبادئها، معلنة عن أنّ الجمعة المقبلة ستكون بعنوان “المسيرة مستمرة”، للحفاظ على الحقوق الوطنية ووحدة الدم والمصير المشترك.
وشدّدت الهيئة على أنّه في ذكرى “وعد بلفور” المشؤوم، لن يغفر الشعب الفلسطيني لبريطانيا جريمتها، ويطالبها بالاعتذار والتراجع وتصحيح الخطيئة التاريخية التي اقترفها بلفور بحق الشعب
الفلسطيني”.
وقالت: “آن الأوان لإنهاء الظلم التاريخي عن شعبنا بأنْ تعترف بريطانيا بمسؤولياتها القانونية والتاريخية ما لحق بشعبنا جراء هذا الوعد”.
وبالتزامن، أُصيب شاب بالرصاص الحي في قدمه، والعشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوّات الإحتلال في قرية المزرعة الغربية شمال غربي مدينة رام الله.
وأطلقت قوّات الإحتلال الرصاص الحي والمغلّف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيّل للدموع تجاه المواطنين المتواجدين في جبل “نعلان” في القرية، لحماية أراضيهم، والتصدّي لهجمات المستوطنين المتكرّرة بحماية قوّات الإحتلال.
إلى ذلك، أُصيب العشرات من المواطنين بالاختناق، عقب قمع قوّات الإحتلال لمسيرة قرية نعلين، غرب مدينة رام الله، السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري، والتي انطلقت أمس، إحياءً لذكرى “وعد بلفور” المشؤوم، وذكرى عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” صخر حبش.
وأطلقت قوّات الإحتلال الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المشاركين في المسيرة، وصوب منازل المواطنين في القرية، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
في غضون ذلك، استمر الاعتصام المفتوح في قرية الخان الأحمر في شهره الخامس، ضد قرار الإحتلال بهدمه وتهجير أهله منه، حيث جرى إنجاز التحضيرات لمواجهة فصل الشتاء، بتحصين خيمة الاعتصام في القرية.
وقد أُقيمت أمس، صلاة الجمعة فيها، والتي حملت إسم “جمعة الاعتذار عن وعد بلفور”.اللواء