بيّنت صحيفة “صنداي تلغراف” البريطانية، أنّ “وسائل الإعلام في العالم خلصت، سواء كان ما خلصت إليه صحيح أم خاطئ، إلى أنّ ولي العهد السعودي “المتهور سريع الغضب” محمد بن سلمان هو من أوحى لمنفّذي الهجوم على الصحافي السعودي جمال خاشقجي بتنفيذه”، متسائلةً “إذا كان هذا هو الحال، فلم عهد إليه والده، ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز بالتحقيق في الأمر؟”.
ونوّهت في مقال بعنوان “آل سعود يجب أن يسألوا أنفسهم هل يجب بقاء المتهور محمد بن سلمان في السلطة؟”، إلى أنّ “من النادر أن تقرّ العائلة المالكة السعودية بأخطائها، ولكن توجد بعض المؤشرات على ذلك، فقد اختار الملك سلمان واحدًا من رجال الدولة الأكبر سنًّا، حاكم مكة الأمير خالد الفيصل، للسفر إلى تركيا لبدء التحقيق في ملابسات مقتل خاشقجي، مستبعدًا الأمير محمد بن سلمان من التحقيق”.
ورأت أنّ “خالد الفيصل هو بالضبط نوعية الرجل الّذي يصلح أن يكون ولي عهد موقر وملك مستقبلي موقر”، مشيرةً إلى أنّ “من بين من يمكن وضعهم في نفس الفئة الأمير خالد بن سلمان (30 عاما)، ابن الملك سلمان “الدمث الأنيق” الّذي خلف انطباعًا جيّدًا في منصبه كسفير للسعودية في واشنطن، والّذي كان من المعجبين به خاشقجي ذاته”.
وأوضحت الصحيفة أنّ “في الأسبوع اللاحق على اختفاء خاشقجي، استدعى الملك سلمان، الأمير خالد بن سلمان للتشاور معه، ممّا زاد من التكهنات من أنّ بعض التغييرات قد توشك على الحدوث”، مركّزةً على أنّ “التكهنات أشارت إلى أنّ أحد الأميرين خالد قد يحظى بمنصب أكثر رفعة، أو ربّما خلق دور جديد مزدوج للأميرين يحدّ من السلطات “الخانقة” الّتي يتمتّع بها ولي العهد”.
ولفتت إلى أنّه “لا يبدو أنّ التغيير يوشك على الوقوع في السعودية، حيث استبعد الملك الأمير خالد الفيصل من التحقيق وأعاده للأمير محمد بن سلمان ليصبح محقّقًا وقاضيًا في قضيته”، مشدّدةً على أنّ “على السعودية أن تفكّر مليًّا فيمن ترغب فيه كممثّل لها في العقود المقبلة، وأن تسأل نفسها هل سيرحّب الغرب بعد ما جرى بالأمير محمد بن سلمان ويستقبله استقبالًا حافلًا؟”.