أعلنت مجموعة «بي إن» القطرية، الإثنين أنها أطلقت «تحكيما دوليا استثماريا» ضد السعودية بقيمة مليار دولار للتعويض عن «أكبر عملية قرصنة» تعرض لها بث قنواتها الرياضية، في يوم بدأت الدوحة بإجراءات ضد الرياض أمام منظمة التجارة العالمية في القضية ذاتها.
وأعلنت مجموعة «بي ان» في بيان إنها «أطلقت تحكيما دوليا استثماريا ضد المملكة العربية السعودية بقيمة مليار دولار أمريكي بعد إخراجها بشكل غير قانوني من السوق السعودي وتعرضها لما وصف بأنه أكبر عملية قرصنة للبث الرياضي يشهدها العالم».
وأوضحت أنها أطلقت هذا التحكيم «في أعقاب الإدانة العلنية الواسعة لقناة القرصنة بي آوت كيو التي تتخذ من السعودية مقراً لها، والتي نظمت، جنباً إلى جنب مع القمر الصناعي عربسات ومقره الرياض، حملة قرصنة لبرامج الرياضة والترفيه الدولية طوال العام الماضي».
ونشرت صحيفة «فايننشال تايمز» تقريراً أعده كل من مراد أحمد وأحمد العمران، عن الشبكة التلفازية التي تقوم بالقرصنة وبث البرامج والمناسبات الرياضية العالمية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية، والتي تحولت إلى موضوع ساخن في النزاع الجاري بين قطر والسعودية.
فمنذ عام تقوم شبكة ناطقة بالعربية اسمها «بي أوت كيو» ببث مباريات كرة القدم من كأس العالم و«البريميير ليغ» الإنكليزي، وكذلك سباقات السيارات «فورمولا وان» ومنافسات التنس من ويمبلدون في لندن وغيرها، مع أن حقوق البث القانونية تابعة لشبكة «بي أن ميديا غروب» الرياضية القطرية، التي أنفقت مليارات الدولارات للحصول على حق بث حصري لهذه المناسبات في عموم المنطقة العربية.
وتقول الشبكة القطرية «بي أن ميديا» إن تحقيقاتها تشير إلى أن «بي أوت كيو» تقوم ببث برامجها من خلال «عرب سات» الشركة التي تملك الحكومة السعودية فيها حصة كبيرة. ونقلت «فايننشال تايمز» عن دانيال ماركهام، نائب مدير استراتيجيات المحتوى في «بي أن ميديا غروب» قوله إن «القرصنة لا تشرح هذا» لأن «القرصنة هي تعبير عن احتيال في أعالي البحار، أما هذه فهي سرقة بالجملة وعلى مستوى الدولة».
وتعلق الصحيفة أن اتهامات القرصنة فتحت جبهة جديدة في النزاع بين قطر والسعودية، الذي انفجر العام الماضي عندما قامت السعودية مع ثلاث دول عربية حليفة بقطع العلاقات الدبلوماسية والاتصالات مع دولة قطر.
وقدمت ثلاث مجموعات للتكنولوجيا، وهي سيسكو الأمريكية والشركة السويسرية ناغرا والإسبانية أوفرين، أدلة على أن إشارات «بي أوت كيو» تبث من عرب سات.
ورغم مئات الآلاف من الدولارات التي أنفقتها على مكافحة القرصنة تقول بي أن ميديا إن طريقة عمل «بي أوت كيو» تجعل من الصعوبة إغلاقها، ولهذا قامت بالاتصال مع المنظمات الرياضية الدولية لكي تقوم بالضغط على السعودية.
وقالت اللجنة الدولية الأولمبية إن ظهور «بي أوت كيو» يعتبر «تطوراً مقلقاً» حيث تعتمد المؤسسات الرياضية الدولية على بيع حقوق بث المناسبات الرياضية.
ويقول تيمو لومي مدير خدمات التلفزيون والتسويق في اللجنة الدولية الأولمبية إن «توزيع بي أوت كيو المحتويات الأولمبية بطريقة غير قانونية في السعودية يعتبر غشاً للرياضيين وتطور الرياضة الدولية». واعترف توم كيفني، المدير العام لبي إن ميديا «بالأثر الواضح على عملنا» قائلاً إن «بي أوت كيو» كانت مسؤولة عن خسارة الشركة عدة ملايين من الدولارات.