أعرب مسؤولون فلسطينيون، السبت، عن قلقهم من ارتفاع وتيرة “التطبيع العربي” مع إسرائيل، على خلفية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى سلطنة عُمان، ومشاركة وفود إسرائيلية رياضية في قطر والامارات.
وقال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، في تصريح صحافي، “هناك هرولة عربية غير مسبوقة للتطبيع مع إسرائيل، وهذه الهرولة سببها أن الزعماء العرب يخافون على كراسيهم، ويعرفون أن العلاقة مع الإحتلال هي البوابة لكسب ود الأمريكيين”.
ونشر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد شتية بيانا مقتضبا، قال فيه “بدأت مرحلة التطبيع العلني وانتهت مبادرة السلام العربية، وانفرطت منظومة القيم والعقد السياسي والاجتماعي العربي”.
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات للقاء الذي عقد بين سلطان عمان قابوس بن سعيد ونتنياهو خلال الايام الماضية بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السلطنة.
كذلك انتشرت إنتقادات لزيارة وفد رياضي اسرائيلي في لعبة الجمباز إلى قطر، وزيارة وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف إلى الإمارات.
وأعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت “استنكاره” للقاء بين السلطان قابوس ونتنياهو وكذلك استقبال الإمارات وقطر لوفود رياضية إسرائيلية.
وكشف وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي النقاب عن أن زيارة نتنياهو إلى عُمان جاءت بناء على طلب نتنياهو نفسه، وأن إسرائيل دولة في منطقة الشرق الأوسط.
“دولة في الشرق الأوسط”
وقال بن علوي، في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، “دولة إسرائيل هي دولة في الشرق الأوسط، وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي رغبة في زيارة السلطنة وليعرب لصاحب الجلالة عن ما يعتقد أنه يصلح بشأن منطقة الشرق الأوسط بالأخص الخلاف الإسرائيلي-الفلسطيني”.
وفي حين أعلنت القيادة الفلسطينة أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها بعدما أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل، أكد وزيرالخارجية العماني دعم سلطنة عمان لاستمرار الولايات المتحدة في لعب دور الوسيط في عودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال “بالنسبة للقضية الفلسطينية نحن نعتقد بل نجزم، أن الوسيط الذي ينبغي أن يلعب دورا جديدا هو الولايات المتحدة وعلى وجه الخصوص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
واعتبر خريشة أيضا أن عُمان “تريد تحسين صورة أمريكا لدفع الرئيس محمود عباس للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل”.
ونشطت حركات ومنظمات فلسطينية في مناهضة تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، إلا أن نشاط هذه الحركات تراجع في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي حماس وفتح المستمر من العام 2007.
ويرى محللون سياسيون أن أحد أسباب استعداد الحكومات العربية لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل هو إستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي وفشل القيادات الفلسطينية في إنهاء هذا الانقسام.
وقال المحلل والكاتب السياسي جهاد حرب “الضعف الفلسطيني الناجم عن استمرار الانقسام جعل قدرة الفلسطينيين ضعيفة في ثني العرب عن تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل”.
وأمس الجمعة، أدانت حركة حماس زيارات المسؤولين السياسيين والرياضيين الإسرائيليين لدول عربية. وقالت إن ذلك له “تداعيات خطيرة على شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وشددت على موقفها الرافض لكل أشكال التطبيع مع تل أبيب على المستويات كافة.