تناولت صحيفة واشنطن بوست تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون مؤخرًا حول بقاء الولايات المتحدة في سوريا طالما “بقيت إيران هناك”.
الصحيفة علّقت على هذا الكلام فاعتبرت أنه يشير الى تغيّر كبير في سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن شددت على ان المهمة الوحيدة في سوريا هي القضاء على “داعش”، (وفق المزاعم الاميركية)، وأضافت أن بعض الديمقراطيين في الكونغرس انما نبهوا من ان الكونغرس لم يمنح اي تفويض قانوني لاستهداف قوات ايرانية في سوريا او في اي مكان آخر.
ولفتت الصحيفة الى أن “الولايات المتحدة لا تزال تفتقد الى أوراق ضغط حقيقية على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وحذّرت من أن “واشنطن قد تبقى عالقة في سوريا لفترة طويلة دون أن تستطيع أن تسيطر على الأحداث”.
إدارة ترامب غير مستعدّة لوقف حرب اليمن
بموازاة ذلك، اعتبر الكاتب محمد بزي في مقالة نشرتها مجلة “ذا أتلانتيك” أن مزاعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وإبلاغه الكونغرس بأن تحالف العدوان على اليمن يحاول الحد من وقوع ضحايا مدنيين، تناقضت مع جميع التقييمات الأخرى للحرب، بما في ذلك تقرير لجنة الخبراء الأممية وكذلك تحقيقات أجرتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي أكدت ارتكاب تحالف العدوان لجرائم حرب.
وأضاف الكاتب أن “جماعة أنصار الله وباستثناء الضربات الصاروخية على السعودية التي جاءت ردًا على الضربات الجوية السعودية، لم تظهر بان لديها “طموحات اقليمية”، كما اضاف بان ادارة ترامب ومن خلال القبول بمحاولات تحالف العدوان “التجميلية” للحد من الخسائر المدنية، ترسل إشارة الى القادة السعوديين والإماراتيين تفيد باعتقادها انه يمكن تحقيق نصر عسكري في اليمن”. وعليه قال إن “ترامب انضم الى الحسابات السعودية التي تقول ان النصر العسكري للرياض وحلفائها في اليمن سيعني هزيمة ايران، بينما التسوية عبر المفاوضات مع” أنصار الله” ستعني نصرًا لإيران”، مؤكدًا أن “إدارة ترامب وبسبب “الاستحواذ” بإيران، تقوم بإطالة أمد حرب “لا يمكن الانتصار فيها” وتقوض كذلك إمكانية التوصل الى تسوية سياسية”.
وقال الكاتب إن “إدارة ترامب لم تبدِ الكثير من الاستعداد للاستفادة من صفقات التسلح كورقة ضغط من أجل الدفع نحو تسوية سياسية أو إجبار السعوديين على اخذ المخاوف حيال الوفيات بين المدنيين بجدية اكبر. مذكّرًا بأن “إدارة ترامب قامت بشهر آذار/مارس العام الماضي بتنفيذ صفقة بيع أسلحة الى السعودية بقيمة 500 مليون دولار، وذلك بعد ما كانت ادارة اوباما قامت بتعليق الصفقة المذكورة”.
وتابع الكاتب “بعد “مصادقة” إدارة ترامب، سيتصرّف التحالف السعودي الإماراتي بلا مبالاة أكبر لجهة وقوع ضحايا مدنيين وكوارث إنسانية، ومن المرجح أكثر أن تقبل السعودية وحلفاؤها بعملية سلام اذا اتضح بان الولايات المتحدة لن تقبل حربًا مفتوحة الأمد في اليمن وكذلك لن تقدم الدعم العسكري المطلوب لاستمرار الحرب”.
ويخلص الى أن ترامب لم يبدِ استعدادًا حتى الآن للضغط على السعوديين والإماراتيين، وأن الطرف المتبقي الوحيد القادر على ممارسة مثل هذا الضغط هو الكونغرس”.