لغط وإشاعات حول ظروف إقامة غامضة لرئيس الغابون في السعودية

جاء للسعودية لزيارة يوم واحد يشارك خلاله في ملتقى دافوس الصحراء حول الاستثمارات لكنه لم يشارك في المؤتمر المذكور، بل غابت أخباره وانطلقت الإشاعات حوله، وقيل بوفاته، عندما لم يعد إلى ليبرفيل مساء يوم مغادرته كما كان مقررا.

إنه الرئيس الغابوني علي بونغو الذي يرتجف أنصاره منذ أيام خوفا عليه منذ اختفت أخباره وهو في زيارة للسعودية التي أصبح القادم إليها، بعد ما حدث، بل لإحدى قنصلياتها في الخارج مهما كان، غير متأكد من أنه سيعود سالما إلى أهله.

حدث هذا في وقت يستذكر فيه الجميع في الغابون وخارجها غرائب النظام السعودي الذي احتجز لعدة أسابيع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل أن تضغط فرنسا لتحريره من براثن ولي العهد، كما اغتالت زبانيته مواطنه جمال خاشقجي في أبشع الظروف.

سوابق قتل جمال خاشقجي وسجن سعد الحريري تقلق الغابونيين على رئيسهم

ومع أن الإشاعات ذهبت كل مذهب في قضية الرئيس المختفي منذ الخميس الماضي، فقد استقرت المعلومات على أنه موجود في إحدى المستشفيات السعودية بعد إصابته بإجهاد شديد.

ولم تقنع هذه المعلومات الرأي العام الغابوني الذي يتشكك في أن الرئيس بونغو ربما يكون تعرض للدغة أفعى “أم بي أس” اختصارا منهم لاسم ولي عهد الرياض.

واضطرت الرئاسة الغابونية للخروج عن صمتها تحت ضغط الشارع، فأعلنت في بيان مقتضب زاد الأمر إشكالا “أن أجندة الرئيس على حالها وأنه سيكون يوم الحادي عشر من نوفمبر القادم في باريس لزيارة كانت مقررة”.

وأضاف ناطق من ديوان الرئيس مطمئنا العامة: “لا تقلقوا، الرئيس بخير، إنه يستريح ومصالح الدولة تعمل بانتظام والتزامات الحكومة على جميع المستويات محترمة”.

وأذاع التلفزيون الرسمي الغابوني بيانا للناطق باسم الرئاسة إيكي انغوني، أكد دون أن تظهر صورة الرئيس بونغو “أن الأطباء الذين فحصوا الرئيس بونغو أكدوا أنه مصاب بإرهاق شديد وأنه من الأفضل أن يستريح قليلا داخل المستشفى”.

وتناولت وسائل التواصل الاجتماعي إقامة الرئيس الغابوني السرية في السعودية وذهبت في تحليلها لغموض الإقامة وغموض مضيف الرئيس كل مذهب.

وأعلنت قناة “فيزيون 4” الكاميرونية عن وفاة علي بونغو في ظرف غامض في السعودية، وتناقلت وسائط الاتصال الاجتماعي خبر وفاته وكاد الأمر أن يتجاوز الحدود.

وبضغط من السلطات الغابونية، اضطر السفير الكاميروني في ليبرفيل لتكذيب رواية وفاة الرئيس التي أربكت السلطات السعودية والغابونية معاً. ومع أن الغابون تشهد حاليا جولة إعادة للانتخابات التشريعية، فإن الجميع يفضل متابعة الحالة الصحية والأمنية للرئيس علي بونغو في السعودية عن متابعة الاقتراع. وقد زاد الأمر تعقيدا صمت الحكومة الطويل إزاء توضيح وضعية الرئيس.

وينتظر وصول الرئيس علي بونغو إلى باريس يوم الأحد، الموافق الحادي عشر من نوفمبر القادم للمشاركة في ندوة حول السلام.

وكان علي بونغو قد وصل إلى الرياض مساء الأربعاء الماضي للمشاركة في مؤتمر حول الاستثمارات، لكنه لم يشارك في اللقاء المذكور. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زار الرئيس الغابوني في محل استراحته الطبية.

وإذا كانت السلطات في ليبرفيل والرياض تسعى لجعل هذه الإقامة عادية جدا، فإن الشعب الغابوني لا يستبعد أن يتعرض رئيسه لأي مأزق في بلد لم يعد أحد يصدق ما يحدث فيه، بل في بلد يمكن أن يحدث فيها كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *