“العقدة السنية” تعرقل التأليف: “حزب الله” يرفض مبدأ المبادلة مع عون

بعد حسم رئيس حزب “القوات اللبنانية” ​سمير جعجع​ قرار المشاركة في الحكومة بالحقائب التي عرضت عليه، أي العمل والشؤون الإجتماعية والثقافة بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الحكومة، يبدو أن العقدة السنيّة ستكون هي الوحيدة التي تحول دون ولادة الحكومة، في حال عدم حلّها في الساعات القليلة المقبلة، لا سيما مع إصرار “​حزب الله​” على تمثيل النواب السنّة من خارج تيار “المستقبل”، المتمثلين بـ”اللقاء التشاوري”.

في هذا السياق، لا يزال تيار “المستقبل” يرفض الإعتراف بهذه العقدة بأي شكل من الأشكال، على قاعدة أن هؤلاء لا يشكلون فريقاً سياسياً واحداً، وبحال الإصرار على تمثيلهم من قبل أيّ فريق يكون عليه تحمّل مسؤوليّة العرقلة، خصوصاً أنّ هذه العقدة عادت إلى الأضواء في الأيام الماضية، بعد أن كان هناك شبه إجماع على تجاوزها.

في الجهة المقابلة، لدى النواب السنّة المعارضين قناعة بأن لا حكومة من دون تمثيلهم، متّكلين على دعم الحلفاء لهم، بحسب ما تؤكد مصادر مقربة منهم عبر “النشرة”، لا سيما “حزب الله” الذي كان قد أبلغهم بهذا الأمر منذ نحو اسبوع، كاشفة عن لقاء سيعقد بين هؤلاء النواب ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ صباح يوم غد الثلاثاء، وعن لقاء آخر سيجمعهم مع أحد المسؤولين في “حزب الله” بعد الظهر.

وتشير هذه المصادر إلى أن الحزب سوف يبلغ هؤلاء، خلال الإجتماع معهم، تمسكه بتمثيلهم في الحكومة المقبلة، إنطلاقاً من مطالبته بإعتماد وحدة المعايير التي ترتكز على نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة، ما قد يؤخّر ولادتها في حال إصرار رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ على موقفه، وعدم تمثيل هؤلاء من حصة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​.

وفي حين تشير مصادر أخرى الى أن الولادة الحكومية باتت متوقفة على موقف الثنائي الشيعي من تمثيل المعارضة السنيّة، لافتة إلى أن الحل هو بيد “حزب الله”، في ظل طرح المبادلة بين الحزب ورئيس الجمهورية، حيث يسمي الحزب وزيراً سنياً هو من حصة عون، حصل عليه نتيجة المبادلة مع الحريري مقابل وزير مسيحي، بينما يسمي رئيس الجمهورية وزيراً شيعياً هو في الأصل من حصة الحزب، تجزم مصادر رفيعة المستوى في قوى الثامن من آذار، عبر “النشرة”، بأن طرح المبادلة مع رئيس الجمهورية غير مطروح على الإطلاق.

وتؤكّد أن “حزب الله” أبلغ هذا الأمر منذ اليوم الأول إلى رئيس الحكومة المكلّف والحلفاء بأنه يريد الحصول على 3 وزراء شيعة، وهو أبلغ “الحزب السوري القومي الإجتماعي”، الذي كان يحصل سابقاً على مقعد شيعي، بهذا الأمر أيضاً، واصفة ما يطرح في الوقت الراهن بـ”القنابل الدخانيّة” بهدف الضغط على الحزب في هذا الموضوع.

وتشدّد المصادر على أن “حزب الله” مصر على تمثيل النواب السنّة من خارج تيار “المستقبل”، لافتة إلى أنّه لو لم يكن مصراً على ذلك لكانت الحكومة أبصرت النور اليوم بعد حلّ عقدة تمثيل حزب “القوات اللبنانية”، مشيرة إلى أن المشكلة هي بأن الحريري لم يكن يأخذ المطالبة بتمثيل هؤلاء على محمل الجد، وكان يتعاطى معها على أساس أنها مناورة، كما أنه لم يكن مؤمناً بمبدأ وحدة المعايير الذي يجب أن يطبّق على الجميع دون إستثناء.النشرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *