القمة الرباعية تؤكد على حل سياسي في سوريا وترحب بالاتفاق حول إدلب

انتهت أعمال أول قمة رباعية حول التسوية السورية جمعت رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان وفرنسا إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل باسطنبول التركية.
وعقدت القمة في قصر “وحيد الدين” التاريخي المطل على مضيق البوسفور، حيث استغرقت المفاوضات الرباعية بين بوتين وأردوغان وميركل وماكرون أكثر من ساعتين.
وأكدت القمة الرباعية على ضرورة الحل السياسي للأزمة في البلاد، وشددت على دعمها للاتفاق الروسي – التركي حول إدلب.

بوتين: نحتفظ بحق دعم الحكومة السورية في حال استمرت هجمات المسلحين في إدلب

وخلال مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء الدول الأربع، أعلن الرئيس الروسي أن موسكو تحتفظ لنفسها بحق مساعدة دمشق في القضاء على أي بؤرة إرهابية في إدلب إذا استمرت هجمات المسلحين من هناك.
وأكد بوتين أن البيان الختامي المعتمد نتيجة مباحثات القمة يعكس سعي الدول الأربع إلى توسيع التعاون خدمة لمصلحة تطبيع الوضع في سوريا وإطلاق حوار داخلي سوري فعال وإجراء إصلاحات لازمة.
وشدد بوتين على ضرورة القضاء على “كافة العناصر الراديكالية” على الأراضي السورية، مؤكدا أن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب إجراء مؤقت.
وأشار إلى أن البلاد تشهد حاليا مرحلة انتقال إلى الحياة السلمية الطبيعية بعد تحرير معظم أراضيها من الإرهاب وأن تحديد مصير البلاد يجب أن يكون في أيدي السوريين أنفسهم.
وأشار بوتين إلى أهمية إطلاق عمل اللجنة الدستورية في جنيف التي ستحظى بالاعتراف بشرعيتها من قبل جميع أطراف الأزمة السورية، قبل انتهاء العام الجاري، مع الأخذ في الحسبان مقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وشدد على أن العمل على تشكيل لجنة صياغة الدستور يجب أن يتم على نحو تحترم فيه الحكومة السورية، بعيدا عن محاولات الضغط عليها، ودعا السلطات السورية إلى الانخراط في حوار بناء مع المعارضة.
وأعلن الرئيس الروسي أنه لا يمكن معالجة مسألة إطلاق الحوار الداخلي في البلاد دون مشاركة إيران ومشاورات معها أثناء تشكيل اللجنة الدستورية.

اردوغان: سنبلغ إيران بنتائج القمة وسنواصل التعاون معها

بدوره، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القمة الرباعية بأنها “بناءة”، وأعرب عن قناعته بأن القمة الرباعية تعطي زخما ملموسا لإنهاء النزاع في سوريا، داعيا جميع الأطراف إلى دعم هذه الجهود.
وأضاف الرئيس التركي: “أكدنا على اتفاقاتنا حول إدلب التي ستسمح بتفادي أزمة إنسانية. وسنبلغ إيران بنتائج القمة وسنواصل التعاون معها من أجل تسوية الأزمة. واتفقنا على ضرورة تشكيل اللجنة الدستورية السورية قبل نهاية العام الجاري، لكي تبدأ بالعمل اعتبارا من العام المقبل”.

ماكرون: يجب تشكيل اللجنة الدستورية السورية قبل نهاية العام
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن هذا الأمر ضروري لتحقيق حل سياسي شمال.
وأشار إلى أن اللجنة لم تبدأ عملها بعد، على الرغم من مرور 10 أشهر على مؤتمر الحوار في سوتشي، مضيفا أنه “يجب أن يتاح للشعب السوري إمكانية تقرير مصيره في ظروف آمنة، أي من خلال انتخابات حرة وشفافة برعاية الأمم المتحدة”.
وذكر أن وضع إدلب كان من المواضيع الأساسية للقمة الرباعية. وقال: “أكدنا بوضوح أن أي هجوم عسكري للنظام السوري سيؤدي إلى عواقب غير مقبولة بالنسبة للأمن والوضع الإنساني”، على حد تعبيره.
وأشار ماكرون إلى أهمية الاتفاق الروسي – التركي حول إدلب بالنسبة إلى إحلال هدنة طويلة ومستقرة، مشددا على أنه يجب تنفيذ الاتفاق بشكل كامل. كما لفت إلى أن استخدام السلاح الكيميائي أمر مرفوض.
وبخصوص عودة اللاجئين السوريين، أشار ماكرون إلى أنها تحتاج إلى ظروف مواتية، وأنها مستحيلة في غياب حل سياسي للنزاع.

ميركل: يجب بذل كل الجهود لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب
من جانبها، أشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى أن البيان الختامي للقمة الرباعية أظهر أن لدى الدول الأربع أهداف مشتركة والإرادة الضرورية لتسوية القضايا.
وشددت على أن هناك تقدما ملحوظا في إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، ويجب مواصلة هذه العملية.
وأشارت إلى أن هناك “التزاما ببذل كل الجهود من أجل تفادي كوارث إنسانية في وقت لاحق”، مرحبة بالاتفاق الروسي – التركي حول إدلب، ومضيفة: “تعهدنا اليوم بأن نعمل كل ما في وسعنا من أجل أن تؤدي جهودنا إلى هدنة ثابتة وطويلة”.
وأكدت أيضا على ضرورة وجود ظروف آمنة لعودة اللاجئين، مضيفة أنه لا يجوز اضطهاد اللاجئين بعد عودتهم إلى الوطن.
وشددت على أنه لا حل عسكريا للنزاع، وأن التسوية ستكون سياسية وبرعاية الأمم المتحدة.

يشار الى أن أجندة الاجتماع تمحورت حول جهود التسوية السياسية للأزمة السورية عبر منصتي أستانا وجنيف، وتعزيز وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي البلاد، فضلا عن مناقشة اتخاذ خطوات ضرورية وإعلان “خارطة طريق” نحو التسوية السياسية، إلى جانب تشكيل لجنة صياغة الدستور.
وحضر القمة ممثلون عن “المجموعة المصغرة” التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومصر والسعودية والأردن، وعملية أستانا التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران، بالإضافة إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *