مجلة فرنسية تتحدث عن الفضيحة الأمريكية في قضية جمال خاشقجي

قالت مجلة “لوبس’’ الفرنسية إنه من أجل إتمام صفقة “ القرن’’ للأسلحة، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبدو حتى الآن مستعدة لغض الطرف عن اغتيال الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي الذي باتت المخابرات الأمريكية مقتنعة بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقف خلفه. وحذرت المجلة من مغبة العواقب الوخيمة لهذا الموقف الأمريكي.

وأوضحت المجلة الفرنسية أن دونالد ترامب كان قد وعد “بعقوبة شديدة“ إذا تم تأكيد المسؤولية السعودية في جريمة اغتيال خاشقجي، من دون أن يحدد طبيعة العقوبة التي يمكن فرضها. لكنه قبل كل شيء ، قدم ترامب فرضية من شأنها تبرئة النظام السعودي وولي عهده من أي مسؤولية. وهكذا أصبح رئيس الولايات المتحدة المدافع الأول عن سيناريو القتل بالخطأ خلال الاستجواب، . وذهب دونالد ترامب إلى حد مقارنة محمد بن سلمان ببريت كافانو ، قاضي المحكمة العليا ، المتهم بالاعتداء الجنسي، قائلا :”إنه يجب احترام حق البراءة.” في حين أوفد وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الرياض مع مهمة واضحة تتمثل في القيام بكل شيء لإنقاذ العلاقة الأمريكية -السعودية.

لكن هذه المرة ، وفي مواجهة تفاصيل قضية اغتيال خاشقجي والغضب الدولي الذي أثارته ، لم يعد السبب الاقتصادي غير المقنع كافيًا لتبرير غض واشنطن الطرف عن كل الأعمال الشنيعة وغير الأخلاقية التي تقوم بها السعودية. لاسيما أن ترامب قد حصل ، خلال زيارته للسعودية في مايو/ أيار 2017 ، على خطابات نوايا فقط من المملكة النفطية وليس عقود موقعة. فحتى الآن لم يف السعوديون بوعودهم . واعتبرت “لوبس’’ أنه بطبيعة الحال ، لا يمكن أن يختصر التحالف بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في الأموال فقط .فاالعداوات المشتركة للبلدين على مر السنين، عززت علاقاتهما: الاتحاد السوفيتي وإيران في الثمانينات والعراق في التسعينيات والجهاديين في السنوات الأخيرة. ولكن المتخصصين في الشرق الأوسط في واشنطن، والذين عملوا مع زملائهم السعوديين لتعزيز هذه الصداقة، يُفترض أن يشعروا بالخيانة من خلال قتل كاتب عمود في صحيفة “واشنطن -بوست”، بحسب المجلة الفرنسية.

وكما طالب نيكولاس بيرنز، رقم ثلاثة في وزارة الخارجية في عهد جورج بوش، فإنه “ حان الوقت للواشنطن أن تكون صارمة مع محمد بن سلمان وتعاقب السعودية. لأن مصداقية الولايات المتحدة كدولة ديمقراطية على المحك’’. لكن “لوبس’’ اعتبرت أن هذا الأمر هو آخر همّ دونالد ترامب. وعليه فإن الكرة الآن- بحسبها- هي في ملعب الكونغرس الأمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *