الصفحة الاجنبية: السعودية ستدفع ثمن جريمتها بحق خاشقجي

رأت مجلة “بوليتيكو” في تقرير لها، ان اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي تثير شكوكا حول المسار المتبع من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إدارته للبلاد.

وأشارت المجلة إلى ان ابن سلمان ارتكب “خطأ تلو الآخر” في آمور مسائل عديدة منها، عدوانه على اليمن و محاولته فرض حصار على قطر، بالإضافة إلى اعتقال شخصيات سعودية معروفة وصحفيين و ناشطين، فضلا عن اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والأزمة المفتعلة مع كندا.

ولفت الى انه “على الرغم من كل ذلك، لم يواجه ابن سلمان الكثير من الضغوط سواء على مستوى الداخل ام الخارج”، معتبرا ان الوضع الحالي لابن سلمان سيتغير في حال تم إثبات مقتل خاشقجي خلال زيارته القنصلية السعودية وان مسؤولون سعوديون كبار اعطوا الاوامر باستهدافه أو كانوا على علم بخطة الاستهداف.

التقرير أضاف ان الأدلة الظرفية قد تراكمت، وبات على السعوديين تقديم دليل بان خاشقجي غادر القنصلية دون ان يلحق به اي اذى وبملىء ارادته، ولفت إلى ان السعوديين لم يتمكنوا من القيام بذلك حتى الآن.

وتابع التقرير انه “في حال قام السعوديون بالفعل بقتل خاشقجي واعتقدوا ان بامكانهم الافلات من اي عقاب، فان حساباتهم مخطئة”، مشيرا إلى ان “خاشقجي لم يكن مجرد كاتب في صحفية “واشنطن بوست”، بل كان شخصية معروفة لدى اعضاء الكونغرس”.

وشدد على ان “ابن سلمان وحاشيته قللوا من حجم ردود الأفعال السياسية داخل اميركا حول قضية خاشقجي، معتبرا ان ثلاثة اعوام من الترويج لابن سلمان و”اصلاحاته “الحق بها ضررا لا يمكن اصلاحه.

كما تابع التقرير ان “الغضب الأميركي حيال مصير خاشقجي، يشمل كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كما يشمل شخصيات اميركية سبق وان كانت داعمة للنظام السعودي.

التقرير اضاف ان “الغضب الذي عم الكونغرس فاجأ السعوديين”، وفي حال ثبت تورط مسؤولين حكوميين سعوديين او شخصيات من البلاط الملكي باختفاء خاشقجي، فان ذلك قد يشوه سمعة السعودية اكثر من ما فعلته هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

واوضح التقرير انه “في حال استمر غضب الكونغرس، فإن ذلك قد يترجم إلى اجراءات جديدة لكبح مبيعات السلاح إلى السعودية وتقليص دعم الأميركي للحرب على اليمن”، مشيرا إلى ان ابن سلمان يعاني من “سمعة سيئة” لدى أعضاء الكونغرس.

واضاف التقرير ان اختفاء خاشقجي قد يكون الشرارة التي ستدفع بواشنطن إلى التحرك ضد السعودية، وقال :”تخطت العلاقات الاميركية السعودية أزمات سابقة، مثل هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، إلا ان الامور قد تختلف هذه المرة”، مشيراً الى السرعة التي انقلب فيها السياسيون ورجال الأعمال على ابن سلمان.

وذكر ان ما جرى لخاشقجي “دفع واشنطن إلى رؤية حقيقية السعودية تحت قيادة ابن سلمان”.

دبلوماسيون اميركيون : ملف خاشقجي سيحلق ضراراً “لا يمكن إصلاحه” بسمعة السعودية

كتب الدبلوماسي الاميركي السابق إيليو ابراهام، المنتمي إلى معسكر المحافظين الجدد، مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، أشار فيها إلى ان سمعة السلمات السعودية ستتعرض إلى ضرر لا يمكن إصلاحه، الا في حال تحركت سريعاً من اجل ايضاح ما حصل لخاشقجي.

و حذر الكاتب، الذي لطالما كان من المدافعين عن ابن سلمان، انه “في حال قتل خاشقجي بالفعل، فان ذلك ييشكل ضربة قاضية للآمال التي كانت معلقة على ابن سلمان في إطار الإصلاحات التي كان يروج لها، إلا في حال استطاع السعوديون تفسير ما حصل و قبلوا بتحمل مسؤولية كاملة”.

وقال الكاتب ان “مقتل خاشقجي سيكون “جريمة كبيرة وخطأ كبير” في آن واحد، وان تأثير ذلك سيكون “عميق” على الحكومات والمستثمرين، محذرا من ان عملية صنع القرار في السعودية ستصبح موضع شك، وان الاعتماد على الحكومة السعودية كشريك سيبصح موضع شك.

وتابع الكاتب ان على ابن سلمان ان يدرك ان مشروعه لتحديث البلاد وسلطته الشخصية، ستقوض نتيجة الأدلة التي تفيد حتى الآن بان خاشقجي قتل بعملية إجرامية خطط لها بدقة، مضيفا ان على ابن سلمان ان يتحرك سريعاً “كي يستعيد السيطرة على مصيره” .

اختفاء خاشقجي قد يؤدي الى توبيخ غربي حقيقي بحق الرياض

من جهته، كتب مايكل هورتون مقالة نشرتها مجلة ذا اميريكان كونسرفاتيف، اعتبر فيها انه “في حال ثبتت صحة التقارير حول مقتل خاشقجي على ايدي فريق سعودي، فان ذلك قد يؤدي إلى توبيخ حقيقي للسعودية من قبل الولايات المتحدة و حلفائها الغربيين”.

و رأى الكاتب ان هذا التوبيخ بدأ خلال المقابلة التي أجريت مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضمن برنامج 60 دقيقة، و التي قال فيها ان ادارته تسعى إلى الكشف عما حصل لخاشقجي وانه سيكون هناك عقاب شديد للسعودية في حال صحة التقارير حول قتله.

وتابع الكاتب انه “رغم المعلومات التي تتحدث عن تورط السعودية بهجمات11 ايلول، ورغم تاريخ السعودية الطويل بدعم الجماعات الإرهابية، الى جانب سجلها المروع بمجال حقوق الانسان و عدوانها على اليمن، الا ان السعودية لم يلقى عليها اللوم من قبل الجمهوريين و الديمقراطيين.

واشار الى ان السلطات التركية قدمت بعض الادلة بان الفريق السعودي المؤلف من خمسة عشر شخصاً (الذي قيل انه قتل خاشقجي) ربما تضمن اشخاص من طاقم الحماية التابع لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ولفت الى التقارير التي افادت ان اجهزة استخبارات اميركية اعترضت اتصالات تفيد بان ابن سلمان وافق على خطة لاستدراج خاشقجي الى السعودية من اجل اعتقاله، مؤكدا ان كل ذلك يجب ان لا يكون مفاجئاً نظراً الى سلوك ابن سلمان.

واوضح الكاتب ان ترامب و في حال عدم تنفيذ تهديداته في حال تبين ان السعودية ضالعة باختفاء او مقتل خاشقجي، فان ذلك سيكون له تداعيات على مصداقية اميركا و على المنشقين و الصحفيين حول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *