هيرست: عهد ابن سلمان انتهى قبل أن يبدأ

وصف الصحافي البريطاني المعروف، ديفيد هيرست اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي بـ”الجنون”، وأضاف:”لا بد أن رجلا مجنونا تماما هو الذي أمر بقتله. إنه رجل لا يحكمه المنطق، ولا يخضع لقواعد. إنه رجل يتصرف دون خوف من المساءلة ولا يأمن أحد على نفسه منه”.

وقال هيرست، في مقال نشره في صحيفة “ميدل إيست آي”، ان اغتيال خاشقجي، أثار “إعصارا مدمرا” تطور إلى أزمة ضخمة تلقي بثقلها على كاهل الولايات المتحدة، مع انسياب المعلومات حول طريقة اغتياله، واصفا عملية الاغتيال بأنها”عمل همجي ربما لم يخطر ببال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.

كما سخر هيرست من نفي الرياض مسؤوليتها عن الجريمة، وامتناعها عن تقديم دليل مقنع ، وقال “بدأت العاصفة تمزق كل ما يعترضها من مسلمات على طول بنسلفينيا أفنيو (الشارع الذي يوجد فيه البيت الأبيض)، بما في ذلك القول بأن ولي العهد محمد بن سلمان، والذي كان من بين حرسه الخاص بعض عناصر فرقة الاغتيال المكونة من خمسة عشر عنصرا، كان “رجلنا”، ومنها القول: “لقد أوصلنا رجلنا إلى الذروة”. حيث كان ذلك ما قاله ترامب لأصدقائه، بحسب ما ورد في الكتاب الذي ألفه وولف وصدر في وقت مبكر من هذا العام بعنوان (النار والغضب)”.

معتبرا أن مكانة ابن سلمان في الولايات المتحدة “عصفت بها الرياح في ليلة واحدة، فلم تبق منها ولم تذر، مخلفة حطاما في كل مكان”، مشيرا الى انسحاب الكثيرين من “مبادرة الاستثمار من أجل المستقبل، وإلى مواقف أعضاء الكونغرس، وإلى تحرك في مجلس الشيوخ لفرض عقوبات على بن سلمان، بالإضافة إلى استعداد الرئيس رجب طيب أردوغان لاستقبال وفد عالي المستوى يترأسه الأمير خالد الفيصل، بهدف عزل الملك سلمان عن أي صلة بهذه الأحداث.

وأضاف هيرست أن ترامب يتساءل الآن “إذا كان محمد بن سلمان قادرا على أن يأمر بارتكاب مثل هذا العمل الفظيع وهو في سن الثالثة والثلاثين، وفقط بعد ستة عشر شهرا من تنصيبه وليا للعهد، إذن ما هو الفعل الأرعن والجنوني الذي سيكون قادرا على الإتيان به عندما يصبح ملكا للبلاد، التي يعود الفضل في قوتها ونفوذها في الخليج، بل وفي المنطق بشكل عام، إلى الجيش الأمريكي؟”.

وأضاف: “لم يعد أمام ترامب بعد الكشف عن محتويات التسجيلات الصوتية والمرئية سوى إجراء واحد ووحيد. لا يمكنه بعد الآن السماح لابن سلمان بأن يصعد إلى العرش.. هذا أقل ما يستحقه جمال خاشقجي والأعداد التي لا تحصى من الناس الذين قتلوا أو عذبوا أو سجنوا على أيدي زبانية النظام السعودي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *