هيئات مغربية مناهضة للتطبيع تندد بدعوة وزير حرب إسرائيلي سابق لإلقاء محاضرة

ددت هيئات مغربية مناهضة للتطبيع بدعوة جمعية مغربية مسؤولا إسرائيليا سابقا لإلقاء محاضرة في مدينة الناظور/ شمال شرق المغرب، فيما اعتبر مسؤول حكومي إسرائيلي أن ما ورد في رسالة الملك محمد السادس لمؤتمر حول التسامح هو «قرار ملكي لإدراج «الهولوكوست» في مناهج التعليم الثانوي في بلاده».
وأعلن رئيس «جمعية ثقافة وفنون» عبد العالي الرحماني، في صفحته في فيسبوك، عزمه على دعوة واستقبال وزير الحرب الإسرائيلي السابق عمير بيرتس، ليقدم محاضرة تحت عنوان «المغرب أرض كل الديانات والتعايش»، وأن الهدف من الدعوة هو إبراز أن الإسلام دين تعايش وحوار مع الآخر.
واستنكر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع الجريمة التطبيعية الجديدة التي تتجاوز التطبيع إلى الصهينة المباشرة والمعلنة عبر تقديم «خدمات عمالة رخيصة لرموز ومرجعيات الكيان الصهيوني الإرهابية»، تحت عناوين «جمعوية» وفنية وهوياتية.
وأضاف المرصد في بلاغ أرسل لـ« القدس العربي» أن أسئلة كثيرة مطروحة حول «خلفية الجريمة ومعطياتها وأجنداتها وسياقها والواقفين خلفها وأهدافها». وسجل «التطور المخزي في الظاهرة التطبيعية باتجاه استقبال الصهيوني مجرم الحرب، باسم جمعية مدنية، بعدما كانت السلطات العمومية تتذرع قبل أشهر بأن حضوره تحت قبة البرلمان في الغرفة الثانية كان باسم البرلمان المتوسطي».
ودعا المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الشعب المغربي وكل قواه الحية، لأن «يقف سدا منيعا ضد الجريمة الصهيوـ تطبيعية الخطيرة، ويفضح ويعزل خُدّامها المباشرين وغير المباشرين».
وقرأت الأوساط السياسية الإسرائيلية رسالة العاهل المغربي الملك محمد إلى المشاركين في مائدة مستديرة في مقر الأمم المتحدة بشأن «قوة التعليم لمنع العنصرية والتمييز: الحالة معاداة السامية»، بأنها تحمل قرار إدراج «الهولوكوست» في مناهج التعليم الثانوي في بلاده.
واعتبر العاهل المغربي في رسالة موجهة إلى المشاركين في المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول «قدرة التربية على التحصين من العنصرية والميز. معاداة السامية نموذجا»، في نيويورك، على هامش أشغال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «التعليم لا بد له أن ينمي روح الانفتاح على العالم وعلى التنوع الإنساني والثقافي لدى الأبناء». وأضاف: «لا بد للتعليم الجيد، الذي ننشده، أن يعلم أبناءنا التاريخ برواياته المتعددة، من خلال استعراض اللحظات المشرقة في ماضي البشرية، لكن دون إغفال صفحاته الأكثر قتامة».
وقال موقع «هسبرس» إنه رغم أن الرسالة الملكية لم تتضمن أي إشارة إلى إدراج «ذكرى الهولوكوست»، في المقررات التعليمية المغربية، فإنَّ المسؤول الإسرائيلي، الذي سبق له أن اشتغل سفيراً لتل أبيب في الولايات المتحدة، أثنى على ما اعتبرها «خطوة ورسالة قوية بعثها الملك المغربي إلى العالم». وقال في «تدوينة» له على حسابه الرسمي في «تويتر»: «في وقت يتجه الغرب إلى إنكار الهولوكوست ومعاداة السامية، يقوم زعيم بلد عربي بإدراج «المحرقة» في المدارس المغربية بهدف مكافحة معاداة السامية. هناك بالفعل أمل».
ونقل موقع «جيروساليم بوست» أنه تم توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة «أرشيف المغرب» ومركز التوثيق الفرنسي «النصب التذكاري لضحايا المحرقة» سنة 2016، تهدف إلى إرساء تعاون في كافة المواضيع التي تعنى بتاريخ اليهود واليهودية في بلدان شمال أفريقيا، وتجويد المعرفة بشأن تراث وتاريخ اليهود في المغرب خلال الحرب العالمية الثانية؛ فضلًا عن تمكين الباحثين من المصادر التاريخية لليهود المغاربة، على وجه الخصوص، ويهود منطقة شمال أفريقيا بشكل عام.
وأضاف الموقع أن «الرباط لا تعترفُ بدولة إسرائيل تماما مثل باقي الدول العربية، ومع ذلك فإن التقارير الاستخباراتية تتحدث عن العلاقات السرية بين البلدين التي تطورت أخيراً، خاصة في الجانب الأمني منها»، و«على عكس معظم الدول العربية في المنطقة، يمكن للإسرائيليين زيارة المغرب خلال أوقات معينة من السنة إذا حصلوا على تأشيرة سفر».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *