الحوار بين الحكومة السورية والقوى الكردية واحتمال عودته

أكّد مجلس سوريا الديمقراطية مؤخرًا أنه لا يريد حلًا عسكريًا في سوريا، معربًا عن تطلعه لإعادة الحوار مع الحكومة السورية من أجل التوصل إلى حلٍّ سياسي في الشرق السوري، وذلك بعد تصريحات صحفية لوزير الخارجية السوري وليد المعلم قال فيها إنّ الأكراد جزء من النسيج الاجتماعي السوري والحكومة السورية مستعدة لمواصلة الحوار معهم لكن رهان بعضهم على الأمريكي والأهم أنّ الأمريكيين معروفون بالتخلي عن حلفائهم. فهل تكون هذه التصريحات المتبادلة بادرةً لاستئناف الحوار الذي توقف بعد جولتين اثنتين لم تُسفرا عن أي تقدم في المسار السياسي بين الحكومة والقوى الكردية المدعومة أمريكيًّا؟.

مصدرٌ سوري متابع لملف الحوار بين الحكومة والقوى الكردية قال لموقع “العهد” الإخباري إنّ “هذا التصريح الصادر عن مجلس سوريا الديمقراطية لا يتطابق مع أفعال مسؤوليه الذين شكّلوا مؤخرًا حكومةً أسموها حكومة شمال سوريا وبالتالي هم لا يزالون مصرين على فكرة انفصالية ما بشكل أو بآخر، وهذا الأمر لا ينسجم مع موضوع الحوار فهناك تناقض واضح بالتصرفات والأقوال الصادرة عن مجلس سوريا الديمقراطية كما أنهم يلصقون تهمة عدم الرغبة بالحوار بالحكومة السورية”؟

وأشار “إلى أنّ “فكرة الإدارة الذاتية بشكلها الحالي القائم في مناطق شمال وشمال شرق سوريا والتي يطرحها الأكراد غير منطقية والحكومة السورية طرحت تعديل قانون الإدارة المحلية بما ينطبق على كافة المناطق والمحافظات السورية مع الحفاظ على الحقوق الثقافية للمكون الكردي ولكن وعلى ما يبدو أن ذلك ليس سقف طموحات ومطالب القوى الكردية في شمال وشمال شرق البلاد”.

ولفت المصدر للعهد “إلى أنّ الوزير المعلم قال في تصريحاته الأخيرة حول الأكراد أنّ واشنطن هي من تخرّب الحوار وعلى ما يبدو فإن المسار السياسي بينهم وبين الحكومة لن تشهد أي تقدم بوجود الأمريكيين فهم يرفضون تعديل قانون الإدارة المحلية ويطرحون فكرة الإدارة الذاتية بشكلها الحالي والدولة السورية ليس لديها إلا طرح وحيد هو تعديل قانون الإدارة بما ينسجم مع تطلعات الأكراد ووحدة كامل الأراضي السورية أي أنّ ما سيطبّق على شمال وشمال شرق سوريا سيُطبّق على دمشق وحلب وحمص وحماه وإدلب وكل المناطق السورية فالدولة لا تريد أن يكون هناك ازدواجية بالمعايير فيما يتعلق بإدارة أية منطقة مع مراعاة تطلعات القوى الكردية”.

وفي سياق متصل أكد أنّ “هناك تناقضًا كبيرًا في آراء القوى الكردية فيما بينهما، إذ يوجد من يتّكل على الأمريكي ويوجد من يريد التواصل مع دمشق بشكل أكبر بعيدًا عن النفوذ الأمريكية عليهم، ولكن على جميع القوى الكردية أن تدرك أن الحل في دمشق فقط والوجود الأجنبي سينتهي عاجلًا أن آجلًا”.

ومن الجانب الآخر أكد مصدرٌ كردي لموقع “العهد” الإخباري أنّ “مرسوم الإدارة المحلية الذي طرحته الحكومة السورية أعطى إدارةً منحسرة والقوى الكردية تريد إدارةً موسّعة لمناطقها عن الذي أعطته دمشق كما تريد صياغة دستور جديد يضمن كل حقوق السوريين بكل قومياتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *