كاد الوضع في قطاع غزة أن يتحول إلى اشتباك أوسع لولا تدخل المخابرات المصرية والمبعوث الأممي، وذلك بعد عدد من الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع للمقاومة الفلسطينية في القطاع، ردا على سقوط صواريخ في منطقة بئر السبع القريبة، وفق المزاعم الإسرائيلية. وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية عن استشهاد شاب وجرح آخرين، إصابات بعضهم خطيرة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وشرع الفريق الأمني المصري الموجود في غزة، منذ بداية التصعيد في إجراء اتصالات بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وحصل منهما على تأكيد بعدم مسؤولية المقاومة في غزة عن عملية إطلاق الصواريخ، فيما قام فريق أمني من المخابرات بالاتصال بالجانب الإسرائيلي للتهدئة. ونجح الفريق في وقف التصعيد الميداني.
وأدانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بما فيها حركة حماس عملية إطلاق الصواريخ من القطاع. وقالت في بيان إن «أجنحة المقاومة في غرفة العمليات المشتركة تحيي الجهد المصري المبذول لتحقيق مطالب شعبنا، وترفض كل المحاولات غير المسؤولة التي تحاول حرف البوصلة وتخريب الجهد المصري، ومنها عملية إطلاق الصواريخ الليلة الماضية».
وقال جيش الاحتلال من جهته «نحن ندعم الجهود المصرية وندرك أهميتها، لكن ما تقوم به حماس من هجمات ضد إسرائيل يقوض الجهود». وشدد على أن الوضع على المدى القصير «يحتمل أن يكون خطرا، لذلك فإن الجيش الإسرائيلي على مستوى عال من الاستعداد لكل سيناريو».
وأعلن أمس أن طائراته قصفت مواقع لحركة حماس في قطاع غزة، وحملها مسؤولية إطلاق الصواريخ ليلا. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في مؤتمر عبر الهاتف «لقد قصفنا حوالى 20 هدفا عسكريا واضحا»، مشيرا إلى أن لا أهداف مدنية. وتابع «كانت الأهداف متنوعة ومختلفة، منها أحد أنفاق الإرهاب، نفق هجومي يستهدف إسرائيل، وورشتان تحفران الأنفاق، ومرافق عسكرية مختلفة تابعة لحركة حماس. كما قصفنا موقعا لتصنيع الأسلحة المتقدمة». وحمل حماس المسؤولية الكاملة عن إطلاق الصواريخ التي سقطت داخل إسرائيل في وقت مبكر أمس الاربعاء، بالرغم من أنها تنصلت من العملية».