غادر القنصل السعودي محمد العتيبي إسطنبول إلى الرياض قبيل وصول المحققين لتفتيش منزله وجمع أدلة تتعلق باختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بحسب ما أفادت قناة “الجزيرة”.
وكشفت قناة “الجزيرة” وفقًا لمصادرها أن مكتب المدعي العام التركي لديه مؤشرات عن وجود أدلة تؤكد ارتباط الحادثة بمنزل القنصل.
وقال مصدر في مكتب المدعي العام التركي لـ”الجزيرة” إن الفحص الأولي داخل القنصلية السعودية أظهر أدلة بارزة على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، رغم محاولات طمسها، وتابع أن الفريق التركي فتش جميع غرف القنصلية وحصل على أدلة مهمة، مضيفًا إن المحققين الأتراك أخذوا عينات من جدران بعض غرف القنصلية ومن تراب الحديقة الداخلية.
ولفتت “الجزيرة” الى أن مقر إقامة القنصل لا يقل أهمية عن القنصلية لأنه أحد مراكز التنقل خلال إخفاء أو قتل خاشقجي، إذ أن الفريق الأمني السعودي والسيارات ترددوا على المنزل الذي يبعد نحو ثلاثمئة متر فقط عن القنصلية، وقد تكون فيه جثة خاشقجي.
وبعد اكتمال التفتيش، ستصدر تقارير رسمية تُقدم من فريق التفتيش التركي والسعودي إلى الجهات السياسية العليا في البلدين، والتي بدورها ستقرر الخطوات اللاحقة إذا ثبت مقتل خاشقجي.
المشتبه بهم على علاقة مباشرة بابن سلمان
بموازاة ذلك، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن عددًا من المشتبه بتورطهم في اغتيال خاشقجي بقنصلية لهم صلات بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة إنه إذا صحّ ما سربته السلطات التركية من كون 15 سعوديًا قدموا إلى إسطنبول في نفس يوم اختفاء خاشقجي بقنصلية بلاده (2 تشرين الأول/أكتوبر الجاري) وتورطوا في قتله، فإن ذلك يجعل ابن سلمان على صلة مباشرة بالقضية، وسيكون من الصعب تبرئته منها.
وكشفت “نيويورك تايمز” أن أحد المشتبهين الذين كشفت عنهم تركيا كان يرافق ولي العهد السعودي في الرحلات الخارجية التي قام بها الأخير، وأضافت “هناك صور لهذا الشخص وهو ينزل من الطائرة مع ابن سلمان في باريس و مدريد، الى جانب صور له خلال زيارات قام بها ابن سلمان الى مدينتي هيوستن وبوستن الأميركيتين، وكذلك الى الأمم المتحدة.
وتابعت الصحيفة: “بحسب شهود عيان وسجلات أخرى، فإن ثلاثة من المشتبهين الآخرين الذين كشفت عنهم تركيا بقضية اختفاء خاشقجي هم ضمن الطاقم الامني لابن سلمان.. هناك شخص خامس هو طبيب شرعي يتولى مناصب رفيعة بوزارة الداخلية السعودية والمؤسسة الطبية، وبالتالي شخص بهذا المستوى لا بدّ من أن يتلقى التعليمات من مسؤول سعودي رفيع”.
الصحيفة قالت “في حال كان هؤلاء الرجال موجودين بالقنصلية السعودية باسطنبول عند اختفاء خاشقجي، فان ذلك قد يقدم ربطًا مباشرًا بين قضية خاشقجي وابن سلمان، وهذا سيقلّص من مصداقية الرواية التي تقول ان خاشقجي قتل بعملية “مارقة” لم يوافق عليها ابن سلمان”، وأردفت “ارتباط الاشخاص المذكورين بابن سلمان قد يصعب على البيت الابيض و الكونغرس القبول بهذه الرواية”.
وأشارت الى أن تسعة أشخاص على الأقلّ من بين المشتبهين الخمسة عشر الذين كشفت عنهم السلطات التركية عملوا إمّا مع أجهزة الامن السعودية أو الجيش أو وزارات سعودية اخرى. كما اوضحت بان الشخص المذكور الذي شوهد برفقة ابن سلمان خلال رحلات خارجية قام بها الاخير هو المدعو “ماهر عبدالعزيز مطرب”، والذي سبق وأن عمل بالسفارة السعودية بلندن عام 2007 وفق المعلومات البريطانية”.
وقالت إن “وجود طبيب شرعي مختص بتشريح الجثث يفيد بأن النية منذ البداية بما كانت قتل خاشقجي”، وتابعت أن “شخصية فرنسية سبق وأن عملت مع العائلة الملكية السعودية تعرفت على مشتبه به ثانٍ و هو يدعى “عبد العزيز محمد الهوساوي”، والذي كان ضمن الفريق الأمني الذي يرافق ابن سلمان برحلاته الخارجية، كما أن هناك مشتبه به رابع سافر بجواز سفر يحمل اسم أحد العناصر في الحرس الملكي السعودي وهو المدعو “محمد سعد الزهراني”.
وكشفت الصحيفة أن الطبيب الشرعي يدعى “صلاح الطبيجي”،واشارت الى ان الاخير عرف عن نفسه على حسابه على”تويتر” بانه رئيس “المجلس العلمي السعودي للتحليل الجنائي”،الى جانب انه سبق وأنه عمل بوزارة الداخلية السعودية.
وشددت الصحيفة على أنه من المستبعد جدًا ان ينضمّ شخصية على هذا المستوى بالمؤسسة الطبية السعودية بعملية لا تحظى بموافقة على أعلى المستويات في السعودية.