أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري “اننا خارجون من انتخابات نيابية بعد 9 سنوات، والجميع لديه طموح وهذا شيء مشروع، ولن اقول شجع لان الجميع يتأمل للوصول الى الافضل”.
واشار الحريري، في حديث تلفزيوني، الى ان “نتائج الانتخابات أخرجت الجميع كاسب، وفي تشكيل الحكومة على الجميع ان يضحي من اجل مصلحة البلد”، منوهاً الى أن “هذه الانتخابات انتجت كتل سياسية، والتمثيل الحكومي عام 2016 لم يكن على اساس حجم الكتل، وبما ان هذا الاتفاق بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لم يعد فعال نحن اليوم نتكل على من يضحي من اجل تشكيل الحكومة”.
ولفت الى “أنني مستعد ان اضحي بوزارات لي من اجل السير بالحكومة لاجل البلد”.
وتابع بالقول ان “رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قال كلاما واضحا انه مستعد ان يضحي حين يضحي البعض، وانا مستعد ان اضحي بوزارات لي من اجل السير بالحكومة لاجل البلد”، لافتاً الى أن “رئيس الجمهورية ميشال عون بما انه حامي الدستور يريد ان تتشكل الحكومة، والكلام الذي سمعته بالقصر الجمهوري بناء، وعلى الجميع ان يعرف التضحيات التي تحدث من اجل تشكيل الحكومة”.
واعتبر الحريري ان “من يريد ان يدخل للحكومة من اجل الاشكال مع الفريق الاخر لن اقبل بذلك، وساعتذر، وفي الحكومة السابقة حصلت العديد من الانجازات”، مشدداً على أن “الرئيس عون هو رئيس الجمهورية، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل هو رئيس التيار الوطني الحر، وهناك تناغم بين الرئيس والتيار الوطني، ولكن الرئيس عون لا ينتظر آراء باسيل، وهو ياخذ آراء الجميع ونحن خلال 10 ايام سنخرج بحكومة ترضي اللبنانين على قاعدة تمثل الجميع”.
وتابع الحريري بالقول ان “علاقتي مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع جيدة جدا، واليوم هو وقت العمل، واليوم آن الاوان لنجلس الى الطاولة وحل الموضوع”.
وذكر “أنني اتوجه الى كل الاحزاب اللبنانية بالقول ان الوضع الاقتصادي في البلد لا يحتمل الخلافات السياسية، وعلى الجميع ان يتعاون للوصول الى بر الامان، ونحن في وضع اقتصادي صعب جدا وانا ادق ناقوص الخطر”.
كما أضاف الحريري “انني مستعد ان اعطي الجميع من كيسي ولكن المهم ان يسير البلد، واعتقد انه في موضوع سنة 8 آذار لو كان هناك حزب او تكتل يمثل هؤلاء لا مانع لدي، ولكن حين نجمع نواب من احزاب ايضا لا يمكن ذلك”.
ولفت الحريري الى ان “واضح ان اليوم هناك تركيز على حزب الله في العديد من المجالات، وجوابي لحزب الله انه لا مانع لدي من تولي حزب الله وزارة الصحة، وهناك امكانية توقف مساعدات لاي وزارة يتولاها الحزب”، موضحاً أن “هناك خلاف على توزير النائب طلال ارسلان ولكن سيتم حل الموضوع بالتعاون مع جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وهناك من لم يشارك في الانتخابات”، متسائلاً “من سيمثلهم؟ وعدم مشاركة الناس في الانتخابات هو فشل لنا جميعا”.
كما اشار الحريري الى “انني لم اتوقع بيان القصر الجمهوري بعد تقديم التشكيلة الاولى”، مشدداً على ان “التسوية مع الرئيس عون قائمة وسأعمل بها حتى النهاية”.
وأكد أنه “لا يوجد ولا اي ضغط خارجي على ملف تشكيل الحكومة، وهذا الموضوع لا يوجد له اي وجود، واتفاقي مع العهد والرئيس عون قائم والتسوية قائمة وسأعمل بها للنهاية”، معتبراً ان “مشكلة الحكومة الاساسية انها جاءت بعد الانتخابات ونحن وصلنا الى مكان سنشكل فيه الحكومة”.
وتابع بالقول ان “نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي يمثل نفسه وهو يخرج بنظريات، وموضوع صلاحيات رئيس الحكومة ليست موضوع نقاش، والدستور واضح كيف يكلف رئيس الحكومة، ومن يريد تأزيم الوضع في البلد نحن لها”، لافتاً الى أن “تأخير تشكيل الحكومة ليس تقاعس مني، ولن يتم الضغط علي بمواد دستورية، وانا حريص على البلد وقدمت عدت تضحيات من اجل انتخاب رئيس جمهورية، ونحن اليوم قادرون على انجاز كل شيء، وبعد كل هذا الانتظار هناك ايجابيات واقعية”.
ونوه الحريري الى “اننا انجزنا التسوية الرئاسية في عام 2016 وقد انجزنا الكثير وسننجز في وقت لاحق”، موضحاً “أنني سرت بالتسوية الرئاسية عكس ارادة تيار المستقبل”.
ولفت الى انه “عندما تكون العاصمة بيروت بخير، يكون كل لبنان بخير، لأن بيروت تمثل كل اللبنانيين، وأنا احبها كما كان يحبّها والدي الشهيد رفيق الحريري”.
وأضاف “أننا اردنا عبر تشكيل المحكمة الدولية ايقاف الاغتيالات التي طالت العديد من الشخصيات، ومعرفة حقيقة مرتكبي الاغتيالات، وما هو متوجب علي ان اقوم به هو ان اثبت الاستقرار في البلد”.
كما نوه الحريري الى ان “ما يطلبه المجتمع الدولي من لبنان هو الاستقرار، وانا اعرف كي احاكي المجتمع الدولي، والمحكمة الدولية لن تنتهي عند اغتيال رفيق الحريري ولديها مهمة في النظر الى جرائم الاغتيال الاخرى”.
واعتبر “أنني لست الجانب الوحيد الذي لديه مشكلة مع سوريا، بل هي مشكلة اقليمية ودولية وعلينا الانتظار للحكم على الامور”، موضحاً أن “سعد الحريري عام 2010 شيء وسعد الحريري عام 2018 شيء آخر، نعم تغيّرت”.
كما ذكر الحريري ان “هناك مبادرة روسية في موضوع النزوح السوري وانا اول من تلقف هذه المبادرة ونحن نعمل عليها الان”، متسائلاً “ما هي مصلحة لبنان ان يكون اول دولة تعيد العلاقات مع النظام السوري”، مشدداً على “اننا مع شعار الناي بالنفس في البيان الوزاري، وهناك من لا ينأى بنفسه وهذا يعرض لبنان لمشاكل”.
وأكد الحريري انه “لا يمكننا الذهاب الى سوريا طالما عدد كبير من الدول ليست بعلاقة جيدّة معها ولهذا قلت من شهر بأنني لن ازورها”، لافتاً الى انه “يجب الاستفادة من اعادة فتح معبر نصيب، ولكن لماذا الابتزاز في ملف معبر نصيب”؟
وأضاف الحريري أنه “يوجد 400 الف لبناني في الخليج، فهل هناك حكمة في موضوع مهاجمة الخليج”، موضحاً “أنني اتفهم خلاف البعض مع الخليج وانا اريد من الاخرين تفهم خلافي مع سوريا، وفي نهاية المطاف نحن في بلد فيه خلافات اقليمية”.
وشدد على “أنني “لن أزور سوريا ولست الجانب الوحيد الذي لديه مشكلة معها وعلينا الانتظار للحكم على الأمور”.
وتابع بالقول ان “مؤتمر سيدر لا يمثل فقط مشاريع او التدين من اجل مشاريع، بل فيه مشاريع واصلاحات وتعزيز القطاع الانتاجي في البلد، وفيه معالجة الدين والموازنات”، معتبراً أنه “من اجل كل ذلك نحن بحاجة الى حكومة، ونحن في وضع دقيق جدا في الاقتصاد، ونحن اليوم يجب ان اكون واضحا مع اللبنانيين، ونحن نعرف ما هي مشاكلنا”.
كما لفت الحريري الى ان “لبنان يجب ان يساعد نفسه في الاصلاحات التي يجب ان يطبقها، ونحن اليوم ندرس الاصلاحات في الادارة والقطاعات الخاصة والعامة، والمواطن يعاني من سوء الادارة”، منوهاً الى “أنني لم اكن مع السلسلة الا انه كان هناك ضغط شعبي كبير بهذا الخصوص”.
واعتبر “أننا نعالج تراكمات سنوات في الفساد والادارات المهترئة، وهناك من يعمل ليلاً نهاراً وهناك من يجب طرده من الادارة العامة”، مضيفاً أن “هناك 27 موظف تمت ادانتهم في المجلس التأديبي، ويجب التركيز على الاصلاحات للحفاظ على الليرة، ويجب تخفيض 500 مليون دولار اي 1 بالمئة من الموازنة”.
كما أكد أنه “خلال 3 سنوات يجب ان ننتهي من ملف الكهرباء، ونحن اقرينا خطة الكهرباء، وفي نهاية العام الحالي نطلق مناقصتي الزهراني وسلعاتا، وفي آخر المطاف اريد تعديل تعرفة مؤسسة كهرباء لبنان بعد تأمين الكهرباء، ومن 2005 كان يجب العمل بالفايبر اوبتيك واقتصاد المعرفة الذي يخلق فرص عمل، كما أن هناك 50 الى 70 الف فرصة عمل في سيدر”.
وشدد الحريري على “أنني سأعمل على تحميل الاحزاب مسؤولية اي تعطيل يحصل لسيدر، ووصولنا الى توافق سياسي سنبدا بالعمل ولكن حين يعطل احد سأشير له بالاصبع، وفي نهاية المطاف اللبناني سئم بالوضع القائم”، مطمئناً أن ” وضع الليرة اللبنانية بخير، وهناك من يريد الاذى الى لبنان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وحاكم مصرف لبنان ناجح ساتمسك به”.
كما اشار الى ان “هناك خلاف على اقالة محمد الحوت، ولكن شركة “الميدل ايست” كانت تخسر واليوم هناك ارباح، واليوم اذا كان هناك ملاحظات، يتم مناقشتها”.
وأوضح الحريري ان “ما حصل ان شركة سيمنز قدمت شفهيا عرضا لتقديم دراسة لتخفيف الهدر في شبكة الكهرباء، ونحن بحاجة الى سيمنز للعمل سويا وسيكون لها دور في الكهرباء”، ذاكراً “انني وقعت كل مراسيم مجلس الخدمة المدنية، وموضوع التوازن الطائفي يجب ان يحل، وهذا الموضوع يثار بمنطق طائفي ويجب ملاقاة الحل لهذا الاشكال”.
وتابع بالقول انه “اذا فشل هذا العهد، الجميع سيفشل وجنبلاط معنا، لانه اذا سقطنا اقتصاديا الجميع سيتحمل المسؤولية، وعلاقتي مع جنبلاط تاريخية وهو مستعد للتسوية”، مؤكداً أن “لا اقصاء لنادر الحريري وهو رفيق عمري وقد عمل معي قبل السياسة، وهو اخذ قراره”.
أما في ما يتعلق بالسعودية، فشدد على “أنني لم اكن محتجزاً في السعودية، والسعودية هي بلدي الثاني ويجب وضع الملف في الماضي، وانا اعتبر نفسي حين اسافر الى السعودية وكأنني اسافر الى بلدي لبنان”.
كما اعتبر أنه “من المؤسف ان يقوم البعض بحملة للانتخابات الرئاسية، اما اليوم فما زال هناك 4 سنوات للانتخابات المقبلة”، منوهاً الى أن “اي لقاء بين اللبنانيين واي حوار بين الفرقاء السياسيين مرحّب به”.
واضاف الحريري ان “علاء خواجة هو مستثمر لبناني ودفع في لبنان اكثر من 700 مليون دولار اميركي، ومن يشهر به يريد قبض الاموال منه”.
أما عن علاقته بالنائب نجيب ميقاتي، فاوضح ان “علاقتي مع ميقاتي جيدة لا سيما بعد الانتخابات”.
واعتبر ان “الوضع صعب ولدينا مشاكل ولكن فلنقارن بكل ما حصل حولنا، لقد استطعنا ان نحافظ على لبنان، وامامنا فرصة كبيرة للنهوض بالبلد”، لافتاً الى انه “لا يجوز ان نتخلى عن بلدنا، وفرصتنا كبيرة للاصلاح والنهوض به والاستثمار فيه”، متوجهاً الى الشباب والشابات بالقول ان “الوضع صعب ولدينا مشاكل ولكن مع كل المشاكل والحروب من حولنا تمكّنا من المحافظة على استقرار لبنان وعلينا عدم فقدان الأمل بلنان، فلدينا فرصة ذهبية للنهوض به”.