شلّ الإضراب العام أمس، الحياة في جميع أنحاء فلسطين التاريخية من نهرها إلى بحرها، بناء على دعوة لجنة المتابعة العربية العليا في مناطق 1948 وبالتنسيق مع الفعاليات الأخرى والفصائل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ويأتي هذا الإضراب الذي لم تشهد فلسطين مثيلا له منذ إضراب عام 1936، تعبيرا عن الرفض الفلسطيني بجميع ومكوناته وتنظيماته وفصائله وفعالياته لـ «قانون القومية» العنصري الذي سنه الكنيست الإسرائيلي، ويستهدف كل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وكذلك إحياء للذكرى الـ 18 لانتفاضة الأقصى، والثالثة لهبة القدس، و«صفقة القرن» الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وفي الضفة الغربية وقطاع غزة أغلقت المؤسسات العامة والخاصة، والمدارس والجامعات وحتى رياض الأطفال أبوابها، وانضمت كذلك للإضراب الشامل المحال التجارية والمؤسسات الاقتصادية والبنوك، تلبية لنداء الإضراب. وشمل الإضراب كذلك مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» التعليمية، بعد قرار اتخذه مجلس أولياء الأمور يقضي بالمشاركة في الإضراب.
وقال رئيس حزب التجمُّع الوطني الديمقراطي، ورئيس الكتلة للقائمة المشتركة، النائب جمال زحالقة، إن الإضراب العام للشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده هو دليل على فشل مشاريع التجزئة والتفتيت، «فها هو شعبنا يعلنها أمام العالم أنه شعب واحد، موحّدٌ في رفضه لتصفية قضيته عبر قانون القومية أو صفقة القرن، وكلاهما وجهان لعملة واحدة».
وفي تصريح لـ «القدس العربي» اعتبر زحالقة أن الإضراب العام والشامل للكل الفلسطيني هو خطوة غير مسبوقة منذ النكبة، وسيكون لها ما بعدها، حيث أن «قانون القومية» يستهدف الشعب الفلسطيني كله، فهو يلغي حق اللاجئين في العودة عبر التأكيد على يهودية الدولة، ويشطب الدولة المستقلة.
وردا على سؤال «القدس العربي» قال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، إن «نجاح الإضراب العام لكل الشعب الفلسطيني، مثير للاعتزاز، وهو قرار اتخذناه سوية بالإجماع مع الفصائل الفلسطينية كلها».
وميدانيا وقعت مواجهات عند معظم نقاط التماس في مدن الضفة وقطاع غزة. وأسفرت المواجهات عن إصابة العديد من الفلسطيني بعضهم بالرصاص الحي وآخرون بالاختناق.
ففي قطاع غزة أصيب نحو 51 فلسطينيا منهم 10 بالرصاص الحي، خلال المواجهات عند الحدود البحرية شمال قطاع غزة.
أما في الضفة فقد أصيب العشرات أيضا، منهم 6 بالرصاص الحي في مدينة رام الله، التي شيعت أمس جثمان الشهيد محمد الريماوي الذي أعدمه جنود الاحتلال ضربا بعد اعتقاله.