دعت صحف أميركية بارزة الكونغرس إلى تعليق كافة أشكال التعاون العسكري مع السعودية إذا لم يتعاون محمد بن سلمان مع واشنطن للكشف عن مصير الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وشددت الصحف على أنه إذا تبيّن أن خاشقجي هو ضحية جرمية قتل، فيجب محاسبة مرتكبي هذه الجريمة ومن أمر بتنفيذها. هذا وأشار باحثون الى ان اختفاء خاشقجي ينسجم مع سلوك القيادة السعودية الحالية، بينما رجح آخرون بأن فرص “النهاية السعيدة” لحياة خاشقجي تتقلص.
وفي هذا السياق، كتب “Bruce Riedel” مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” قال فيها إنه قد لا يعرف أحدٌ أبداً ما الذي حصل للصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.
ورجّح الكاتب بأن تكون “دموع التماسيح لولي العهد السعودي ومسؤولين سعوديين آخرين” (وفق تعبير الكاتب نفسه) من أجل “الخداع و المراوغة”، وبأن إخفاءه ينسجم مع نمط التخويف وإسكات الانتقادات والمعارضة، (من القيادة السعودية).
كما أشار الكاتب إلى ان السعوديين أعطوا للاتراك اذناّ لتفتيش القنصلية، واعتبر ان ذلك يفيد بقوة بأن خاشقجي نقل “حيًّا او ميتًا” على يد الأجهزة السرية السعودية.
وقد ذكَّر الكاتب بأن مقالة خاشقجي الأخيرة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، ركز فيها الكاتب على الحرب على اليمن، لافتاً بالوقت نفسه الى ان ولي العهد السعودي يرفض الانتقادات،وقد ركز الكاتب على أن خاشقجي دعا في مقالته السعوديين إلى وقف فوري لاطلاق النار والقبول بهدنة.
وتابع الكاتب بان الحرب على اليمن ادت الى تشويه سمعة السعودية ونفور الشعوب حول العالم، وبما في ذلك “مزودو الأسلحة الاساسيون في واشنطن ولندن”،(بحسب تعبير الكاتب نفسه).كما تحدث عن إلحاق الضرر بسمعة السعودية في كافة انحاء العالم الاسلامي.
كما أشار الكاتب إلى زيادة الأدلة خلف الكواليس التي تفيد بأن هناك انقسامًا حادًّا داخل عائلة آل سعود بسبب الحرب على اليمن والقرارات التي يتخذها محمد بن سلمان. وفي الختام شدد الكاتب على أن النمط واضح حتى أمام داعمي ابن سلمان في الغرب الذين أصبح بإمكانهم “رؤية الحقائق”. غير انه اردف بالوقت نفسه ان ابن سلمان ومن دون شك يعتقد ان ادارة ترامب لن تقوم بشيء حيال انتهاكات حقوق الانسان في السعودية، ورجح ان يكون ابن سلمان محقًّا باعتقاده هذا.
فرص “النهاية السعيدة” لحياة خاشقجي تتقلص
كتب “Graeme Wood” مقالة نشرت بمجلة “The Atlantic” أشار فيها الى ان خاشقجي كان أحد المنشقين عن النظام الحاكم في السعودية وإلى انه خالف بعض السياسات التي نفذها ولي العهد محمد بن سلمان.
وأضاف الكاتب بان منشقين سعوديين آخرين فروا من السعودية بات عليهم الآن ان يفكروا إذا كان مصيرهم سيكون كمصير خاشقجي.كما وصف التقارير حول وفاة خاشقجي بالرهيبة، وبينما قال انه قد يتبين لاحقًا بان خاشقجي في صحة جيدة وعلى قيد الحياة، اعتبر بالوقت نفسه ان فرص نهاية سعيدة لحياة خاشقجي تتقلص بسرعة.
لوقف التعاون العسكري الأميركي مع السعودية في حال عدم تعاون ابن سلمان بالكشف عن مصير خاشقجي
مجلس تحرير صحيفة “واشنطن بوست” كتب مقالة شدد فيها على ان هناك ثلاث حكومات عليها مسؤولية الكشف عما حصل لخاشقجي، وهي الحكومة السعودية والحكومة التركية والحكومة الاميركية.
ولفتت الصحيفة الى ان خاشقجي ومنذ اكثر من عام يوجه الأنظار في مقالاته (ومن بينها مقالات نشرت بصحيفة واشنطن بوست نفسها) الى “السلوك الاستبدادي المتزايد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان”، وفق تعبير الصحيفة نفسها.
كما أضافت الصحيفة أنه اذا صحت الانباء بان خاشقجي قتل بالقنصلية السعودية باسطنبول، فان ذلك يشكل جريمة مروعة. وأردفت بان اغتيال صحفي في قنصلية تابعة لبلاده على أراض اجنبية هو عمل غير مسبوق في التاريخ المعاصر.
وبينما أشارت الصحيفة الى ان السعودية لا تزال تصر على أن خاشقجي غادر القنصلية السعودية باسطنبول، لفتت بالوقت نفسه إلى أنها لم تقدم أي أدلة لدعم ذلك.كما تحدثت عن جدول زمني مشؤوم بحسب بعض الروايات، موضحة أنه بحسب هذه الروايات زار خاشقجي القنصلية اول مرة بتاريخ الثامن والعشرين من ايلول سبتمبر الماضي وطلب إليه العودة في الاسبوع التالي من أجل استكمال معاملاته، ومن ثم وصل خمسة عشر مسؤولًا سعوديًّا الى اسطنبول تحديداً من اجل قتل خاشقجي.
عقب ذلك شددت الصحيفة على ان السعودية يجب أن تقدم إجابات على الفور على الاسئلة المتعلقة بأماكن تواجد المسؤولين السعوديين الخمسة عشر وبما حصل تحديداً داخل القنصلية السعودية.
كذلك طالبت السعودية تركيا بالكشف على الفور عن أية أدلة لديها لدعم رواية قتل خاشقجي وأن تحقق بكل الزوايا.
الصحيفة طالبت الولايات المتحدة أيضاً بالعمل على كشف ما حصل، مشيرة الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يتعاطى مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على أساس أن الأخير هو “حليف من الحلفاء المفضلين” (بحسب قول الصحيفة)،كما أشارت إلى أن إدارة ترامب امتنعت عن توجيه الانتقادات الى القيادة السعودية على خلفية الانتهاكات التي ترتكبها هذه القيادة.
وتابعت الصحيفة بأن قرار وزارة الخارجية الأميركية الأخير الإعلان بان القوات السعودية تحرص على عدم وقوع ضحايا مدنيين في اليمن يتعارض مع كافة الأدلة، ويبعث رسالة خاطئة.كما شددت على ضررة بذل جهود متضافرة من قبل الولايات المتحدة للكشف عن كافة الوقائع حول اختفاء خاشقجي. واضافت بان ابن سلمان وفي حال عدم تعاونه بهذا الموضوع، فعلى الكونغرس حينها “كخطوة اولى” تعليق كافة اشكال التعاون العسكري مع السعودية.
وقالت الصحيفة ايضاً انه وفي حال صحة الانباء عن مقتل خاشقجي، فيجب “محاسبة مرتكبي الجريمة والذي امروا بتنفيذها”.