اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن من نفذ أعمال العنف التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا، أمريكيون ذوو توجهات يمينية متطرفة.
وأوضح محرر الأمن القومي في الصحيفة ماكس بوت أنه بعد أي هجوم يقوم به “ذئب منفرد” مسلم تتساءل وسائل الإعلام الغربية كعادتها: ما الذي ألهمه إلى القتل؟ مشيرا إلى أن الإجابة عادة ما توجد في “الدعاية الإسلامية المتشددة”.
وقال بوت إنه يجب طرح الأسئلة نفسها عن الإرهاب اليميني، مثل: ما الذي ألهم سيزار سايوك لإرسال رسائل مفخخة إلى ليبراليين بارزين؟ وما الذي ألهم روبرت باورز إلى قتل 11 شخصا في كنيس بيتسبرغ اليهودي؟ وما الذي ألهم غريغوري بوس إلى قتل اثنين من الأمريكيين الأفارقة في مدينة جيفرسون تاون بولاية كنتاكي بعد فشله في دخول الكنيسة التي يرتادها أمريكيون أفارقة؟
وأضاف أن طرح هذه الأسئلة لا ينفي بأي حال من الأحوال مسؤولية الجناة النهائية عن الشر الذي يفعلونه، ورأى أن الإرهابيين لا يعملون من فراغ، وتساءل: من الذي أوجد البيئة التي أصبح فيها الإرهاب اليميني أكثر انتشارا وأكثر خطورة من الإرهاب الإسلامي في أمريكا منذ 11 سبتمبر/ أيلول 2001؟.
ويتحمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب الكاتب، وزر هذا الإرهاب اليميني بسبب تأييده “النزعة القومية” وشجبه “مؤيدي العولمة”، وتشويهه سمعة المهاجرين بوصفهم “ثعابين” و”حيوانات”، وإشاعة التخويف بشأن قافلة اللاجئين في طريقها لحدود الولايات المتحدة، ودفاعه عن العنصريين البيض بأنهم “أشخاص طيبون”.
وأفاد الكاتب أنه حتى بعض أتباع ترامب من الجمهوريين وبعض قياداتهم هم أكثر تطرفا، لافتا إلى أن هؤلاء السياسيين يستمدون هذه الأفكار الضارة من آلة إعلامية يمينية ضخمة تشمل فوكس نيوز وبرايتبارت وإنفوورز ونيوزماكس وديلي كولر وغيتواي بوندت والعديد من المنافذ الأخرى.
واعتبر ذلك بمثابة قرع طبول مستمر لنظريات المؤامرة الطائشة وغير العقلانية يمكن أن يدفع المحافظين العاقلين إلى التطرف، ويمكنه أن يدفع أولئك المتقلبين بالفعل إلى العنف.