أكدت مصادر فلسطينية لـ”النشرة”، ان الجيش اللبناني يستعد مجددا للانتشار والتموضع عند مدخل مخيم المية ومية، وذلك عند الساعة العاشرة من صباح اليوم (من المتوقّع أن يكون قد بدأ الانتشار في هذه الأثناء)، بعدما علق قراره امس لاستكمال بعض الإجراءات اللوجستية والتقنية التي تضمن تحقيق هدفه في الحفاظ على أمن واستقرار المخيم وجواره اللبناني ومنع تجدد الاشتباكات التي حصلت بين حركتي “فتح” و”انصار الله”، وأدّت الى سقوط قتيلين واكثر من عشرين جريحا، اضافة الى اضرار مادية.
وأبلغت المصادر، انه جرى الاتفاق على تموضع الجيش اللبناني في ثلاث نقاط رئيسية عند مدخل مخيم “المية ومية” من الجهة الغربية بدءا: من حاجز قوات الامن الوطني الفلسطيني، مرورا بموقع عسكري على يساره وصولا الى آخر على يمينه “مقر القوة المشتركة” وذلك بشكل حرف “الــــــ”، على ان يتم وضع مكعبات اسمنتيّة وثلاثة ابراج مراقبة لحماية المواقع العسكريّة.
واشارت المصادر، الى أن هذا الاتفاق جاء في اعقاب جولة ميدانية قام بها كبار ضباط الجيش اللبناني من اليرزة ومنطقة الجنوب العسكريّة وضم قائد اللواء الاول المنتشر في المنطقة، ورئيس فرع المخابرات في الجنوب العميد فوزي حمادةورئيس فرع الامن القومي العقيد سهيل حرب ورئيس مكتب صيدا العميد ممدوح صعب، حيث التقى قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وعضو قيادة الساحة لحركة “فتح” ومسؤول الماليّة في لبنان اللواء منذر حمزة ومسؤول الارتباط في الامن الوطني الفلسطيني العميد سعيد العاسوس، قبل ان ينتقل الجميع الى ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا لمواصلة الاجتماع الذي خلص الى اتّفاق على تحديد النقاط ميدانيًّا اليوم لجهة اقامة كتل سمنتية وابراج مراقبة.
واكدت مصادر، ان انتشار الجيش اللبناني سيحقق ثلاثة اهداف، اولها، هو تحقيق الأمن والاستقرار في المخيّم وبثّ رسالة اطمئنان الى مدينة صيدا ومنطقتها وتحديدا القرى المجاورة للمخيم، التي رفعت الصوت الاعتراضي على الاشتباكات الاخيرة، وأدت الى حالة من القلق والخوف نتيجة الرصاص الطائش والقذائف الصاروخية.
وثانيها، بعث رسالة الى القوى الفلسطينية على اختلافها، انه ممنوع المساس بالسلم الاهلي اللبناني او تعكير صفو الامن الوطني، وخاصة في هذه المرحلة التي يعيش فيها لبنان نوعا من الفراغ الحكومي مع التعثر بتشكيل الحكومة العتيدة حتى الان، وان يد الجيش قادرة على فرض الامن بالقوة والانتشار في اي بقعة يريد اذا ارتأى ان في ذلك مصلحة للبنان.
وثالثها، ان الانتشار عند مدخل مخيم الميّة وميّة يحقّق المزيد من الامن والاطمئنان لقوات الطوارىء الدوليّة “اليونيفيل” او شركات البترول التي ستأتي الى لبنان للتنقيب عن النفط في المرحلة المقبلة، بالسيطرة على المرتفع الذي يقع عليه المخيم المذكور لا سيّما الجهة الغربيّة والذي يشرف على الطريق الساحلي ويطل على الكثير من المناطق اللبنانية.
وكان الجيش اللبناني قد علّق أمس انتشاره في مخيم المية ومية، بعد ظهور عقبات مفاجِئة في اللحظات الاخيرة لعملية تموضعه عند حاجز قوات الامن الوطني الفلسطيني ومقر القوة المشتركة بعدما كان قطع مرحلة متقدمة، حيث عاد وسحب “السريّة” العسكريّة التي كان نشرها في تلك المنطقة، قبل ان يفرز قوة من مخابرات الجيش اللبناني لتسلّم الحاجز بانتظار ازالة العقبات وقيام الضباط العسكريين والامنيين في الجولة الميدانيّة.
وكانت قوّة مؤلّلة من الجيش دخلت مخيّم الميّة وميّة منذ ايام ونفذّت دوريّات بداخله في عمليّة وصفت بالاستطلاعيّة، بالتزامن مع عمليّة تموضع قامت بها قوة كبيرة منه لبعض الوقت عند نقطة الكفاح المسلّح وفي مقر القوّة المشتركة على المدخل الجنوبي الغربي.
سياسيا، بحث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في مكتبه في صيدا مع وفد من قيادة الجيش اللبناني في الجنوب ضمّ رئيس فرع المخابرات في الجنوب العميد حمادة ورئيس فرع الامن القومي العقيد سهيل حرب، الاوضاع الامنيّة في صيدا والمخيمات، وخاصة في “المية ومية”، حيث أكد حمادة ان الاجراءات التي سيتخذها الجيش ستكون كفيلة في عودة الامور الى نصابها وإنهاء الحالة العسكريّة التي يعيشها المخّم، ونوه الشيخ حمود بالدور الامني والوطني الذي يلعبه الجيش، ولا بد للجميع من ان يقدر الدور الذي يقوم به ضمن المعادلة الاهم: الجيش والشعب والمقاومة.
وأجرى الشيخ حمود اتصالا برئيس بلدية بلدة الميّة وميّة سمعان بوسابا واطمأن على الاوضاع بعد الاشتباكات الّتي حصلت.