أجمعت ردود الفعل الإيرانية على ضرورة الوحدة والتكاتف في وجه الإرهاب الذي استهدف مدينة الأهواز الإيرانية والذي أودى بحياة العديد من الإيرانيين، لإفشال أهدافه.
رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني وجّه قوات الأمن الإيرانية باستخدام كل سلطاتها لتحديد هوية منفذي الهجوم الإرهابي، متوعّداً داعمي الارهابيين بتحميلهم مسؤولية أفعالهم وبأن ردّ إيران على أصغر تهديد سيكون مدمراً.
وبدوره، حمّل وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف رعاة الإرهاب وأسيادهم الأميركيين في المنطقة مسؤولية الهجوم الإرهابي، متهماً عملاء نظام أجنبي بشنّ الهجوم. وفي تغريدة له، قال ظريف إن أطفالاً وصحفيون من بين المصابين، مؤكّداً أن إيران سترد بسرعة وبحزم للدفاع عن عن أرواح أبنائها.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكرجي، عن أن 4 دول، اثنتان منها في منطقة الخليج، تقف وراء هجوم الأهواز. وقال لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، إن منفذي الهجوم تلقوا تدريبا وتمويلا من دولتين خليجيتين، لم يسمّهما، وأن المهاجمين لديهم صلة بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
ومن جهته، قال يحيي رحيم صفوي، مستشار سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي إن على الأعداء ألا يظنّوا بأنهم سيتمكنون من تحقيق شيء ما من خلال هذه الجريمة البشعة، مؤكداً ان الشعب الإيراني وقواته المسلّحة سيردون على هذه الجريمة النكراء.
وفي وقت تعقد لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جلسة طارئة لمناقشة الاعتداء، أكد شيوخ العشائر العربية في عبادان وخرمشهر أن عرب خوزستان من القوميات الإيرانية الوفية لمبادئ الثورة، وشددوا في بيان مشترك على أن عرب ايران مع الثورة الإسلامية، واضعين “شبابنا العرب جنوداً عند قائد الثورة (سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي) وفي جبهة واحدة ضد العدو التكفيري”.
وعلى صعيد ردود الفعل الإقليمية والدولية، قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه إلى نظيره الإيراني حسن روحاني بضحايا الهجوم المسلح.
وفي برقية بعث بها إلى روحاني، أبدى بوتين “استعداد موسكو لتكثيف التعاون مع طهران في مجال مكافحة شر الإرهاب”، معربا عن استيائه “إزاء الجريمة الدامية” التي أودت بأرواح عدد من الإيرانيين.
وبدوره، أبرق الرئيس السوري بشار الأسد إلى نظيره الإيراني حسن روحاني معزياً، ومؤكداً الوقوف إلى جانب إيران بكل ما نملك من قوة في وجه هذه الأعمال الإرهابية، معرباً عن أمله في أن يفهم داعمو الارهاب ومموّلوه بأن هذا الخطر يهدّد الأسرة الإنسانية جمعاء في كل مكان ونهيب بهم أن يراجعوا مواقفهم في دعم هذا الإرهاب في مناطق مختلفة من العالم.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية السورية عن إدانتها بأشد العبارات لهجوم الأهواز وتضامنها مع إيران، جازمة بأن رعاة الإرهاب لن يستطيعوا تحقيق مخططاتهم عبر هذه الجرائم والفشل سيكون مصير هذه المؤامرات.
واستنكر النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي، حسن كريم الكعبي الهجوم الذي استهدف قوات الجيش والحرس الثوري الإيراني، معرباً عن تعاطفه “مع أبناء جارتنا الجمهورية الاسلامية الإيرانية” ووقوفه معهم بمصابهم وتمنّيه بأن “يعمّ الأمن والسلام على كافة شعوب المعمورة”.
كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل بشدة هجوم الأهواز الارهابي، وفي تغريدة له على “تويتر”، مؤكداً رفض بلاده للهجمات الارهابية “مهما كان شكلها”.
وبدورها، وصفت بريطانيا على لسان سفيرها في إيران روب ماكير هجوم الأهواز بأنه “إرهابي مروّع”، مشيرةً إلى أنها تدين الإرهاب “أينما كان”.
وأدان وزير الدفاع الأذربيجاني ذاكر حسين أوف في رسالة بعثها إلى نظيره الإيراني العميد أمير حاتمي وقائد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري، العملية الإرهابي في مدينة أهواز، سائلاً الباري عزّ وجلّ أن يلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان.
هذا وأدانت حركة “أنصار الله” اليمنية الهجوم الغادر الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية في إيران، مشيرة إلى أن هجوم الأهواز يعدّ عملاً جباناً وهو عينُ الإجرام الذي تقترفه دول إقليمية تدور في الفلك الأمريكي ولن تحصد منه إلا مزيدا من الخسارة.
ورأى “إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير” في البحرين أن جريمة الأهواز “البشعة والجبانة” تكشف خواء محور الشرّ وضعفه في كافة الجبهات.
وفي لبنان، اعتبر “تجمع العلماء المسلمين” أن ما حصل في الأهواز من عمل إرهابي وهو جزء من سلسلة أعمال خُطِط لها في الولايات المتحدة الأميركية تستهدف إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كي لا تقوى على مساعدة ومناصرة الشعوب المستضعفة في المنطقة وقضاياها المحقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وفي بيان صادر عنه، شدّد التجمّع على أن للجمهورية الإسلامية الإيرانية الحق الكامل في الرد السريع والحاسم على هذا العمل الجبان ليس فقط من خلال اعتقال ومحاكمة المتورطين المحليين بل محاسبة القوى الإقليمية والدولية التي تقف ورائهم. مؤكداً على أن الرد العملي على هذه العملية الإجرامية يكون من خلال استمرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعمها لقوى التحرر العربية والإسلامية وخاصة تبنيها لمحور المقاومة من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وعلى المقلب الآخر، قال مستشار ولي العهد الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن نقل المعركة إلى الداخل الإيراني خيار معلن سيزداد في المرحلة المقبلة.