أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر أن حركة “حماس” وعلى مدارِ ثلاثةِ عقودٍ أدارت علاقاتِها الإقليميةَ والدوليةَ على أساسِ أجندتِها الفلسطينيةِ الخالصة.
وخلال المؤتمر العلمي الدولي الأول لـ”حماس” الذي نظمته في مدينة غزة، كشف بحر أن الحركة لم تسمحْ لأحدٍ بالتأثيرِ السلبيِّ في مواقِفها وتوجهاتِها السياسية، على الرغمَ من المحاولاتِ المستميتةِ التي بذلتْها القوى الإقليميةُ والدوليةُ لاستدراجِ الحركةِ وتدجينِ سياساتِها ومواقِفها بما يتوافقُ مع أُسُسِ البراغماتيةِ السياسيةِ المرادفةِ للتنازلِ عن الحقوقِ والثوابتِ الوطنية.
وأضاف “لقد شكَّلتْ “حماس” على مدارِ عُمُرِها المديد، ومراحلِ سيرِها المجيد، ثورةً في الفكرِ السياسيِّ فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، وتعالتْ على كلِّ أشكالِ الضعفِ والانحطاطِ التي أصابتِ القضيةَ الفلسطينيةَ ووضعتْ رؤيتَها الاستراتيجيةَ الواعدة، لتحريرِ فلسطين في إدارةِ الصراعِ مع الاحتلالِ”.
ولفت بحر إلى أن “”حماس” تخوضُ اليومَ معركةً سياسيةً بكلِّ معنى الكلمةِ، لتكريسِ الحقوقِ والثوابتِ الوطنيةِ، وللدفاعِ عن مصالحِ شعبِنا الفلسطينيِّ، ورفعِ الظلمِ والمعاناةِ عنه، مستندةً إلى رؤيةٍ سياسيةٍ واضحةِ المعالمِ والآلياتِ والأهدافِ التي تجسَّدتْ في وثيقتِها السياسيةِ التي أصدرتْها أواخرَ عام 2016 من جهة، وإلى موروثٍ كبيرٍ، وتجربةٍ سياسيةٍ متميزةٍ مزجتْ بين المقاومةِ والسياسة، بل بين المقاومةِ والحكمِ الرشيدِ أيضا”.
وأشار إلى أن “”حماس” قدمت على مستوى العمل الجهاديِّ المقاوم، نموذجا رائدا وفريدا، خَضَّبْتهُ دماءُ الشهداءِ من القادةِ الميامين والأفذاذ المجاهدين، حيثُ استطاعتِ الحركةُ عبرَ جهادِها الطويل أن تحميَ حقوقَ شعبنا وثوابتَه ومقدسادتِه، وأن تقفَ سدا منيعا في وجهِ العربدةِ اليهودية والعدوانِ الصهيونيِّ، وتكسرَ نظريتَه الأمنيةَ، وتفوُّقَه العسكريَّ، وأن تحقِّقَ معادلةَ الردعِ، وتوازنَ الرعبِ مع الاحتلال”.
كما بيّن بحر أن “”حماس” اهتمتْ بالمرأةِ الفلسطينيةِ منذُ الانطلاقة عام 1987، فشاركتِ المرأةُ مع الرجلِ بكلِّ قوةٍ في الدعوةِ والإصلاحِ والتغييرِ، ثم الصمودِ والمقاومة”.
وأكد أن “”حماس” آمنتْ بضرورةِ تحقيقِ الوحدةِ الوطنية، كشرطٍ أساسٍ، لإنجازِ مشروعِ التحررِ الوطنيِّ، وكرسَّتْ في أدبياتِها أهميةَ بناءِ التوافقِ، والشراكةِ السياسية، بهدفِ التَّكاتُفِ من أجلِ بناءِ الوطنِ، وتحريرِ الأرضِ والمقدسات”.
وقال إن “مسيرات العودة وفك الحصار التي خاضها شعبنا بكل بسالة واقتدار، والتي انطلقت شرارتها في يوم 30/3/2018 جاءت كي تبطل المؤامرة الصهيونية والأمريكية التي دار في فلكها بعض الأنظمة العربية، ولتحبط مخطط ترامب لتصفية القضية الفلسطينية عامة، وقضيتي القدس واللاجئين خاصة، وتقلب الطاولة في وجه صفقة القرن وأدوات تنفيذها”.
وشدد بحر على أن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني تقتضي تدشين استراتيجية وطنية جامعة قادرة على مواجهة الاحتلال وحماية الحقوق والثوابت التي تتعرض لأخطار داهمة هذه الأيام وخاصة ما يقوم به الاحتلال من التطهير العرفي في الخان الأحمر، وفي عموم مدينة القدس، وبالتوازي مع سُعارِ الاستيطان في الضفة الغربية، دون أن تحرك سلطة أوسلو ساكنا، أو أن تسمحَ بحراكٍ يُشاغلُ الاحتلال، لإفشال هذا المخطط.
وختم رئيس المجلس التشريعي مؤكدًا مواصلة طريق الجهاد والمقاومة.