قيادي في المعارضة: اتفاق إدلب يشق «هيئة تحرير الشام»

وكالات: بينما بدأ العد العكسي لتثبيت «المنطقة المنزوعة السلاح» في إدلب السورية وفق الاتفاق التركي – الروسي، الذي أبرم في 17 أيلول / سبتمبر الحالي في سوتشي الروسية، بات الموقف التركي معلقا على رد هيئة تحرير الشام وموقفها من الاتفاق، حيث تتضارب الأنباء حول مدى قبولها بمسار الاتفاق، في وقت تسعى أنقرة إلى إثبات قدرتها على تنفيذ تعهداتها، وعلى رأسها إغلاق ملف «هيئة تحرير الشام» التي باتت خياراتها ضيقة.
ولم تفصح الهيئة بشكل رسمي عن موقفها من اتفاق سوتشي، بالرغم من إعلان رفضها من قبل بعض شرعييها المهاجرين كأبي اليقظان المصري، وهو ما دعا مصادر واسعة الاطلاع لأن ترجح لـ«القدس العربي»، وجود انشقاقات داخل قيادات الصف الأول لدى «النصرة» قد تؤدي إلى فك ارتباطها واندماجها ضمن صفوف المعارضة المعتدلة.
القيادي في المعارضة السورية فاتح حسون قال «إن التيار الغالب في الهيئة هو التيار القابل بالاتفاق بمرحلته الأولى المتعلقة بالمنطقة منزوعة السلاح، وهذا التيار الذي يغلّب العقل على المزايدات يجد أنه لا مناص من تطبيق الاتفاق لحماية أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء، وهو في طريقه لينحل ضمن باقي الفصائل المعتدلة، مع عدم إغفال حدوث ارتدادات عن ذلك بسبب تبدل الأوضاع الداخلية ضمن الهيئة وحولها، ومجريات الأحداث خلال الفترة الزمنية المحددة». وأضاف حسون لـ«القدس العربي» أن «النصرة أظهرت سابقا مرونة وحنكة سياسية عندما فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة، وأعتقد من اتخذ ذلك القرار الصحيح والجريء سيتخذ قرارا مثله بما يتعلق بأرواح المدنيين في إدلب».
وأكد القيادي حسون أن بعض الفصائل المتشددة بدأت بإعادة انتشارها خارج المنطقة «المنزوعة السلاح» حسب الاتفاق، وذلك بالرغم من صدور بيانات وتصريحات رافضة لذلك، مشيرا الى ان «تنظيم حراس الدين أصدر بيانا واضحا بالرفض، وهيئة تحرير الشام التي صرح عدد من شرعييها غير السوريين برفض الاتفاق، فيما يهاجم إعلامها الاتفاق بشكل مبطن، «وسط نشر رسائل بين مقاتليها توحي برفضه، بينما ما زال مجلس الشورى في الهيئة يجتمع لاتخاذ القرار النهائي، إلا أن ذلك مغاير للوقائع على الأرض حيث نفذ بعض المحسوبين عليها عملية سحب السلاح من مناطق محددة». وأضاف «لا أعتقد أن ممانعتهم سيكون لها كبير الأثر في عرقلة الاتفاق الذي ترك ارتياحا شعبيا وتأييدا من الفصائل المعتدلة وإصرارا تركيا على التنفيذ خلال المدة الزمنية المحددة».
تزامنا قال مسؤول كبير في المعارضة السورية حسب رويترز، إن هيئة تحرير الشام بعثت بإشارات سرية إلى الجيش التركي من خلال أطراف ثالثة في الأيام القليلة الماضية لتوصيل رسالة مفادها أنها ستلتزم بالاتفاق. وذكر المصدر ان «الأمور تسير بشكل جيد وهيئة تحرير الشام وعدت مبدئيا بتنفيذ الاتفاق دون إعلان الموافقة». بينما رجحت قيادات معارضة أن تبدأ الفصائل المعارضة للاتفاق رغم تشددها بالانسحاب الى خارج المنطقة التي سميت «منزوعة السلاح» في إدلب حسب اتفاق «سوتشي». من جانبه أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات النظام والمسلحين الموالين لها لا يزالون في مواقعهم ضمن المنطقة المنزوعة السلاح.
من جهة أخرى ووفقا للوكالة الألمانية «د ب أ» قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن إسرائيل مستعدة لإعادة فتح معبر القنيطرة الحدودي مع سوريا، مضيفا أن الكرة الآن في ملعب سوريا. وقال إن إسرائيل سوف تسعى إلى ضمان الالتزام بوجود المنطقة العازلة التي تم تحديدها بين مرتفعات الجولان الخاضعة لسيطرة إسرائيل وبين سوريا عام 1974 بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 . بينما هدد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إسرائيل، وقال «ستندم في حال واصلت هجماتها على سوريا» وستواجه ردود فعل حيال ذلك. جاء ذلك حسب وكالة الأناضول في تصريحات أدلى بها شمخاني، خلال لقائه أمين عام مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف في العاصمة طهران؛ حيث انتقد الجانبان السياسات الأمريكية الأحادية الجانب في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *